Üç Erkek ve Bir Kadın
ثلاثة رجال وامرأة
Türler
قالت: أنت أدرى بهذا البلد، فاختر ما يحلو لك.
قال: حسن، وسأمر بك في منتصف الساعة العاشرة، يوافقك هذا؟
وهكذا دخلت محاسن هذا النزل، وقلبها يغني ويرقص، والسرور يلفها في شملة وردية.
ومر الأسبوع يخطف كأنه ساعة، وكانت تكتب إلى نسيم، تصف له بهجتها واغتباطها بمقامها، فجاءها منه كتاب ينبئها أنه ذاهب إلى بلدته وأن في وسعها أن تقضي أسبوعا آخر، فأحست أنها وهبت أسبوعا ثانيا من حياة الفراديس.
وارتفعت المعرفة إلى مرتبة الصداقة، وتحولت الصداقة بسرعة إلى ما هو أدق وأعمق، ولا عجب إذا ذكرنا أن هذا كان رجل أحلامها، وأنها كانت تعرفه طول حياتها.
وكانت محاسن ربما قلقت أحيانا، فجفاها الرقاد؛ فقد كانت تحبه حبا مستغرقا، وتعرف أنه يعرف ذلك، ولا يخفى عليها أنه يبادلها حبا بحب، كأنما كانت تشعر بالتيار النفسي الذي يجري بينهما حين يلتقيان، أو تلمس يده يدها ، أو تنظر عينه في عينها، ولكنه كان لا ينطق، ولا يفصح، وكان يبدو أحيانا ساهما واجما شارد اللب كأنما يطوي أضلاعه على هم، فكانت تتعجب وتقلب الفكر فلا تهتدي، حتى كان يوم قصدا فيه إلى موضع صخري قصي على ساحل البحر، فمد يده إليها ليعينها على الانتقال من صخرة إلى صخرة، فأهملتها، وصعدت فوق صخرة كبيرة أشرفت منها عليه، وكانت الشمس على محياها الصابح والهواء يعبث بخصل شعرها ويردها عن جبينها الواضح، فراعه حسنها، وقال: إنك هكذا أجمل من ملكة على عرشها.
فأطلقتها ضحكة فضية، وصوبت إليه عينها فزلت قدمها، فصرخت وارتمت بين ذراعيه، فأحاطها بهما، وطوقت هي عنقه، ولبثا هكذا هنيهة أو دهرا فيما يحسان، ثم إذا بالشفاه تلتقي عفوا في قبلة طويلة، ثم تحاجزا قليلا، ونظر كل منهما إلى صاحبه.
قال: كنت أحس أن هذا سيكون لا محالة.
قالت: وأنا أيضا، والحمد لله.
فما راعها إلا أنه أقصاها عنه بلطف وقال: لا تقولي هذا. تريثي حتى تعرفي، فإن هناك أشياء يجب أن تعرفيها أولا.
Bilinmeyen sayfa