{ وقال } إلخ، عطف على قالوا، اتخذ الله، أو على ما عطف عليه، وذلك قدح فى التوحيد، وهذا قدح فى النبوة { الذين لا يعلمون } مشركو العرب من مكة وغيرها، أو مع اليهود والنصارى وغيرهم، وقيل المراد اليهود على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما روى ابن عباس رضى الله عنهما، أن رافع بن خزيمة اليهودى قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت رسول الله تعالى فقل له يكلمنا حتى نسمع كلامه فنزلت هذه الآية، وقوله تعالى: يسألك أهل الكتب... إلخ، وقيل النصارى، وأنهم المرادون فى قوله تعالى، وقالوا اتخذ الله ولدا، المذكورون فى الآية، وهو ضعيف { لولا يكلمنا الله } جهرة، أو بإنزال الوحى إلينا { أو تأتينا ءاية } على صدقك، كتصيير الصفا ذهبا، وإفساح الجبال عن مكة، وبعث قصى، وأن يأتى بالله والملائكة قبيلا، أو نحو ذلك مما مر، لولا أنزل علينا الملائكة، أو ترى ربنا { كذلك قال الذين من قبلهم } من الأمم الماضية لأنبيائهم { مثل قولهم } كما قالوا، أرنا الله جهرة، هل يستطيع ربك... الخ، وليس من طلب الآيات، لن نصبر على طعام واحد... الخ، اجعل لنا إلها ، بل مجرد عناد وفساد { تشبهت قلوبهم } قلوب هؤلاء وأولئك فى الكفر والعناد فلا يشتد حزنك يا محمد، إذ قيل لك ما قيل لمن قبلك { قد بينا الآيت لقوم يوقنون } بأنها آيات توجب الإيمان، أى نزلناها بينة من أول الأمر لا غير، مبينة، ثم بيناها، وهذا كقولك، وسع فم البئر، وأدر جيب القميص، وسبحان من صغر البعوض.
[2.119]
{ إنا أرسلنك } يا محمد { بالحق } مع الحق، أو مؤيدا به، وهو دين الإسلام، أو لأجل إقامته { بشيرا } لمن اتبعه بالجنة { ونذيرا } لمن خالفه بالنار، ولم نرسلك لتجبر عليه، إن أنت إلا بشير ونذير، لست عليهم بمسيرط { ولا تسئل عن أصحب الجحيم } النار الملتهبة وأصحابها اليهود والنصارى، ومشركو العرب وسائر المشركين، لا تسأل عنهم، فإن عقابهم لا يسعه إخبارك به، ولا يحتمله فهمك، فلا فائدة فى السؤال عنه، والله قادر على الإخبار به ولكن لا يمكنك الاطلاع عليه فى الدنيا فتسل بشناعته عن ضرهم لك، أو لا نسأل عنهم سؤال تحسر، لم لم يؤمنوا مع وضوح الدلائل.
وعن ابن عباس،
" أنه صلى الله عليه وسلم سأل الله عن أبويه "
، فنزلت نهيا عن السؤال عن الكفرة عموما، وإنما سأل عن خفة عذابهما وشدته، أو عن حال أهل الفترة، فأخبره بأنهم غير معذورين، وذلك قبل أن يحييهما الله ويؤمنا به، على ما روى ضعيفا.
وروى
" أنه سأل جبريل عن قبريهما فدله عليهما، فذهب إليهما، فدعا لهما، وتمنى أن يعرف حالهما، وقال: ليت شعري، ما حالهما في الآخرة، فنزلت الآية ".
والصحيح أن الآية فى أهل الكتاب، أو فيهم، وفى سائر المشركين، لا فيهما، ولا بأس على من وقف فيها لشبهة ما ذكروا من الأحاديث فى إيمانهما، إذ كانت ضعيفة، لا للحمية، والضعف فى الولاية والبراءة.
[2.120]
Bilinmeyen sayfa