402

Tefsir Kolaylaştırması

تيسير التفسير

Türler

فقابل يستجيب بمجيب، كذا يقال، وليس لازما لجواز بقاء مجيب على عمومه، أى لم يجبه أحدا بما ينفع ولا بما لا ينفع، ولعل هذا أرجح { والموتى } الكفار يستجيبون بعد البعث ولا ينفعهم لا هؤلاء فالموتى عطف على الذين وهو شامل لهؤلاء، وقوله { يبعثهم الله } مستأنف أو حال مقدرة من الموتى، والمعروف أن الموتى مبتدأ خبره يبعثهم الله، ونصبه على الاشتغال أنسب إذ فيه عطف فعليه على فعلية، فيشير إلى هؤلاء كالموتى كما لا يستجيب الموتى قبل البعث كذلك هؤلاء لا يبعثون من موت الجهالة إلا يوم القيامة حيث لا ينفعهم، وإلى أن الله قادر على إحياء قلب الكافر بالإيمان كما قدر على إحياء الموتى، والاستجابة أخص لأن فيها القبول لما دعى إليه، والإجابة أعم لأنه قد يجيب بالمخالفة أو بما لا يفيد، والمراد هنا الأخص على ظاهره، ويجوز أن يكون المراد بالموتى هؤلاء الأحياء تشبيها فى عدم انتفاعهم بأبدانهم على الاستعارة وهو مبتدأ، أى هؤلاء يبعثهم الله فى جهلهم وشركهم { ثم إليه يرجعون } للجزاء فيسمعون.

[6.37]

{ وقالوا لولا } تحضيض أو توبيخ على عدم إنزال الآية { أنزل عليه آية من ربه } مضطرة لهم إلى الإيمان فيؤمنوا ولا بد كنتق الجبل، أو آية معقبة للهلاك كناقة صالح ومائدة عيسى، عليهما السلام، أو مطلق آية حسية مثل ذلك ومثل العصا وفلق البحر وتظليل الغمام والمن والسلوى وإحياء الموتى، أو آية غير ملجئة غير الآيات الكثيرة التى أنزلت عليه وكفروا بها عنادا طلبوا أخرى يقترحونها، وإذا طلبوا غير الملجئة وأجيبوا بالملجئة كان الكلام من الأسلوب الحكيم، أو أجيبوا بما يستلزم مطلوبهم على الطريق الأقوى، وقالوا من ربه ولم يقولوا من الله تعريضا بالربوبية المشعرة بالمسارعة فيما يقويه المترتب عليه من وراء ذلك أنه لو كان له من الله مكان لسارع فى ذلك { قل إن الله قادر على أن ينزل آية } كما أرادوه، وتنكير الآية فى الموضعين للتنويع { ولكن أكثرهم لا يعلمون } ليسوا ممن يعلم لإهمالهم التدبر فلم ينزل ما يقترحون كإفساح جبال مكة وإحياء بعض القدماء كقصى، بعلمه أنهم لا يؤمنون، وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون، ومن لم يؤمن بالآية الموجودة التى تخر لها صم الجبال، وتنقاد لها بكم التلال لم يؤمن بغيرها، إذ لا فرق بين آية وأخرى فهم لا يعلمون أيضا أن لهم فيما نزل كفاية، وأنه تعالى قادر على الإنزال، وأنه لعل إنزالها يوجب الإهلاك إذا لم يؤمنوا فالنفى بلولا المشعر بعدم الوقوع وبذكر القدرة المشعرة بالإنزال بالإمكان لا بالفعل عائد على الإنزال بالأوجه المذكورة على مطلق الإنزال فإنه واقع فبطل قول الملحد أن الآية دلت على أن الإنزال غير واقع، وأنه صلى الله عليه وسلم ادعى النبوة والرسالة بلا حجة، وكلام الملحد متناقض لأنه إقرار بأن هذه الآية فى حقه وأنه نصرة له على دعواه، فهو نبئ ورسول بهذه الآية، وأشار إلى كمال قدرته على الإنزال وعلى كل شئ، وشمول علمه وتدبيره بقوله.

[6.38]

{ وما من دابة فى الأرض } أى وما من دابة تمشى فى الأرض، كما ذكر يطير فى مقابلها، وسواء علقنا فى الأرض بتمشى أو بدابة أو بمحذوف نعت لدابة، أى ثابتة فى الأرض، وذكر الأرض زيادة فى الاستغراق، أى فى قطر ما من أقطار الأرض وفى ظهرها وجوفها، وقال السكاكى ذكر فى الأرض مع دابة ويطير بجناحيه مع طائر لبيان القصد بدابة وطائر الجنسين وتقريرهما { ولا طائر يطير بجناحيه } أى فى الهواء كما ذكر فى الأرض فى مقابله أى فى ناحية من نواحى الجو فلزيادة هذا الاستغراق، وذكر يطير بجناحيه. وأيضا ذكره لئلا يتوهم أن المراد بالطيران السرعة على التجوز { إلا أمم } خبر دابة { أمثالكم } بمعنى أن كل نوع من أنواع الدواب فى الأرض وكل نوع من أنواع الطير هو أمة قدر الله على إيجاده وإبقائه ورزقه وحفظه وأجله، وكيف لا يقدر على إنزال آية، ومعنى المماثلة أن سائر الحيوان مثلكم، فكما أقررتم على أنفسكم بجريان قضاء الله عليكم فكذا أجرى على غيركم، وفى أنها تنسج كالعنكبوت، وتدخر كالنمل وتعرف الله وتسبحه وتعبده، ويألف بعضها بعضا، ويفهم بعض عن بعض، ويألف بعض بعضا، ويتعارف الذكر والأنثى، ويتزوج الطير فى الربيع وتبعث للحساب، وجمع الأمة لإرادة النوع كما رأيت، ولا يكفى أن نقول جمع لأن النكرة فى سياق السلب تعم. لأن هذا بمجرده يفيد أن كل فرد أمة وليس كذلك، والمراد بالأرض ما ليس بجو فشملت الماء فيدخل حيوان الماء، فتنقله فى الماء كتنقل الحيوان فى الأرض، كما أنها شاملة للجبال والشجر، وذكر الطائر مع أنه يدب فى الأرض زيادة بالطيران، ولأن من الطير ما خلق فى الهواء ولا ينزل للأرض، وألحق بعضهم الحوت بالطير إذ يسبح فى الماء كالطائر فى الهواء، وذكر بجناحيه تأكيدا، وقيل لئلا يتوهم أن المراد بالطيران مطلق السرعة وهو توهم بعيد مع أنه لا يقطع التوهم رأسا لجواز أن يكون ترشيحا لطيران مستعار للسرعة، ولو عملنا بهذا التوهم انفتحت إليه كل حقيقة فتدخل فى المجاز، وقيل ذكر فى الأرض ويطير للدلالة على أن المراد الاستغراق الكلى لا عموم دوام أرض مخصوصة وطير جو مخصوص عموما عرفيا، وخص الأرض دون السماء لأنها المشاهدة ثم إنه لو لم يشمل عمومها بعضا لجاز لأن المراد الدلالة على كمال القدرة ولو بذكر أحوال بعض الممكنات، ألا ترى أنه لم يذكر ما يدب فى السماوات { ما فرطنا } ضيعنا أو تركنا { فى الكتاب من شئ } ما ضيعنا شيئا بترك كتابته فى اللوح المحفوظ، وسمى محفوظا لأنه حفظ عن الشيطان، ومن تغيره، ولا خفاء فى العموم الحقيقى بخلاف ما إذا فسرنا الكتاب بالقرآن فالعموم فيه عرفى بحسب ما يحتاج إليه المكلف، إما تفصيلا وإما إجمالا يفصله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، أو بالقياس، أو بحسب الإيماء، ألا ترى إلى قوله عز وجل

فاعتبروا يا أولى الأبصار

[الحشر: 2] ونحو هذا فإنه أذن فى القياس لأهله، وقوله تعالى

وما ءاتاكم الرسول فخذوه

[الحشر: 7] فإنه إشارة إلى الحديث:

" اعملوا بالخليفتين من بعدى، أبى بكر وعمر، وبسنة الخلفاء الراشدين من بعدى "

Bilinmeyen sayfa