354

Tefsir Kolaylaştırması

تيسير التفسير

Türler

[5.78]

{ لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داود } اعتدى قوم من اليهود واصطادوا الحوت في السبت وهم أصحاب أيلة على عهد داود عليه السلام قبل عيسى فدعا عليهم فقال: اللهم العنهم واجعلهم قردة فمسخوا قردة. { وعيسى ابن مريم } أكل ناس من قوم عيسى من المائدة وادخروا ولم يؤمنوا فدعا عليهم عيسى فقال: اللهم العنهم واجعلهم قردة وخنازير، فمسخوا قردة وخنازير وهم خمسة آلاف ليس فيهم صبى ولا امرأة، وقيل معنى لعنهم على لسان داود وعيسى إنزال لعنهم من الله عليهما بأن قال لهما في الزبور والإنجيل من كفر بالله أو بواحد من أنبيائه فقد لعنته، أو أوحى إليهما على لسان جبريل وقال الزجاج أمر الله عز وجل داود وعيسى أن يؤمنا بمحمد صلى الله عليه وسلم ويلعنا من كفر به والمراد باللسان الحقيقة فشمل لسانين ويجوز في العربية على لسان داود وعيسى بالتثنية ويجوز فيها على ألسنة بالجمع { ذلك } اللعن المقتضى للمسخ { بما عصوا وكانوا يعتدون } أى بعصيانهم وكونهم يعتدون ربهم فيما بينهم وبينه ويعتدون فيما بينهم وبين الخلق، أو العصيان الصغائر والاعتداء الكبائر أو أعم والاعتداء في السبت والكفر بعد الأكل من المائدة، ويجوز عطف كانوا إلخ على ذلك بما عصوا أو على لعن إلخ عطف قصة على أخرى، ولا أجيز واو الاستئناف واختار أبو حيان الاستئناف وقال: يدل له تفسير ذلك بقوله عز وجل.

[5.79]

{ كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه } لا ينهى بعضهم بعضا عنه ولا يتناهون عنه، والأول أصل فى التفاعل وما فعل لا ينهى عنه لفوته إذ لا يمكن تصييره غير مفعول وقد فعل، فالمنكر في الآية غير مفعول إلا بعد، والمراد عن منكر أرادوا فعله فالفعل مؤول بسببه وملزومه وهو الإرادة، أو المراد لا يتناهون عن مثل منكر فعلوه من صنفه أو من سائر المعاصى، وكذا إذا فسر التناهى بالانتهاء يحتاج إلى أحد هذه التأويلات لأن ما فعل لا ينتهى عنه فالمعنى لا يريدون الانتهاء أو لا يستعملون مثل ما هو انتهاء عن ذلك، والمنكر على العموم والإفراد له نوعى لا شخصى، وقيل المراد الصيد يوم السبت وقيل الرشوة فى الحكم، وقيل الربا وأثمان الشحوم { لبئس ما كانوا يفعلون } إنشاء لذم فعلهم وتعجيب مؤكد بالقسم، أى والله لبئس أو بلام الابتداء على أنها للابتداء لأن الفعل الجامد كالإسم والمراد ما كانوا يفعلون من المناكر أو من ترك النهى أو منهما، وهو أعم فائدة وشهر تفسيره بترك النهى، قال حذيفة عنه صلى الله عليه وسلم:

" والذى نفسى بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن لله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم "

، وقال صلى الله عليه وسلم

" إن الله لا يعذب العامة بذنب الخاصة حتى يروا المنكرين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروا فلا ينكرونه، فإذا فعلوا ذلك عذب الله تعالى الخاصة والعامة "

، وقال صلى الله عليه وسلم:

" والذى نفس محمد بيده ليخرجن من أمتى أناس من قبورهم في صور القردة والخنازير بما داهنوا أهل المعاصى وكفوا عن نهيهم وهم يستطيعون ".

[5.80]

Bilinmeyen sayfa