341

Tefsir Kolaylaştırması

تيسير التفسير

Türler

[5.47]

{ وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه } هذا من جملة ما أنزل الله في الإنجيل لا أمر لهم بعد بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالحكم بالإنجيل، والتقدير وقلنا لهم فى الإنجيل وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه من المواعظ والأمثال والرموز، ويجوز أن يكون أمرا لهم بعد بعثه صلى الله عليه وسلم بالحكم به بمعنى ليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه من رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وصفاته وكتابه وبما فى كتابه { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون } عن الإيمان به ولو ادعوا الإيمان به، وناسب ذكر الفسق لأنه أمرهم قبل هذا بالحكم بالإنجيل فمن لم يحكم بما أنزل الله فقد فسق أى خرج عن أمره كقوله

اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه

[الكهف: 50].

[5.48]

{ وأنزلنا إليك } يا محمد { الكتاب } القرآن عطف على أنزلنا التوراة { بالحق } حال من نا أو الكاف أو الكتاب، ولا مانع من تعليقه بأنزل والباء بمعنى مع أو يقدر إنزالا كائنا بالحق، وإن قدرنا ملتبسين أو ملتبسا بالحق ونحو ذلك من الأكوان الخاصة فليس بالحق نائبا عنه { مصدقا لما بين يديه من الكتاب } من الكتب السابقة كلها فأل لاستغراق الكتب قبله، وتحتمل الحقيقة الصادقة بالتوراة والإنجيل لأنهما للأحكام ومتأخران وأصحابهما حاضرون متنافسون ولا يدخل القرآن في ذلك لأنه هو المصدق لها مثلما تقول: المتكلم لا يدخل في عموم كلامه حيث تبادر العموم في غيره إلا أن يتكلف أيضا بقصد أن بعضه يقصد بعضا، والبينة هنا بمعنى التقدم فربما يفسر بها ما فى غيرها من سائر القرآن ومهيمنا عليه } أى رقيبا على ذلك الكتاب الذى أريد به الحقيقة أو الاستغراق بأن كان مبينا لفساد ما نسب إليه من الباطل وشاهدا لها بالصحة وانتفاء ما خالف الحق عنها ومقررا لما فيها، وهاؤه أصلية يقال هيمن كبيطر وخيصر وسيطر وبيقر، وقيل بدل من الهمزة كهراق وأصله أراق { فاحكم بينهم } بين أهل الكتاب { بما أنزل الله } إليك وافق توراتهم أو إنجيلهم أو لم يوافق، ولم يقل فاحكم به ليؤكد شأنه بذكره بلفظ الإنزال { ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق } مائلا أو معرضا عما جاءك من الحق ونحو ذلك من الأكوان الخاصة كعادلا، والكون الخاص يجوز حذفه لدليل، أو متعلق يتتبع لتضمنه معنى الإعراض والميل عما جاءه ولا يتعين هذا، ولو كان الحال كالخبر والجار والمجرور يضعف الأخبار بهما في نحو زيد بك لأنه إن أريد الكون العام فلا بأس أو الخاص ودل عليه جاز حذفه أو لم يدل عليه لم يجز حذفه { لكل } أى لكل أمه متعلق بقوله { جعلنا } أى أثبتنا { منكم } أيها الأمم الحاضرون والماضون والآتون غلب الحاضرين بالخطاب، وقيل الخطاب للأنبياء المشار إليهم في آيات قبل وهو بعيد وأبعد منه كونه لهذه الأمة وليس تقديم الجار للحصر ولفظ منكم نعت لأمة المقدر مفعول يجعلنا كقوله تعالى

أغير الله اتخذ وليا فاطر السماوات والأرض

[الأنعام: 14] أو الخطاب لليهود والنصارى وهذه الأمة، ويناسب هذا أنهم المذكورون والكلام فيهم ألا ترى إلى قوله تعالى:

إنا أنزلنا التوراة

[المائدة: 44]، وقوله تعالى:

Bilinmeyen sayfa