Tefsir Kolaylaştırması

Kutb Atfayyış d. 1332 AH
210

Tefsir Kolaylaştırması

تيسير التفسير

Türler

أم يحسدون الناس

[النساء: 54]، أى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو للحقيقة، كما تقول: فلان يشترى النخل، أو يركب الخيل ولو لم يشتر أويركب إلا واحدة، أو نعيم ومن وافقه على قوله، من أهل المدينة، من المنافقين وضعفاء المؤمنين، وقيل: الناس، ركب من عبد قيس، وأسلم نعيم { إن الناس } أبا سفيان ومن معه { قد جمعوا لكم } جموعا ليقاتلوكم { فاخشوهم } أى لا تخرجوا إليهم، فعبر عن عدم الخروج بملزومه وسببه، وإلا فالخشية ضرورية لا كسبية، فلا يؤمر بها لتكسب لما كان عام قابل، خرج أبو سفيان ومن معه في ألفين من قريش حتى نزل بمر الظهران لموعد بدر الصغرى، فألقى الله فى قلبه الرعب، وبدا له أن يرجع، فمر به ركب من عبد قيس يريدون المدينة للميرة، فقال: هذا موعدنا لمحمد، إلا أن العام جدب، لا شجر يرعى، ولا لبن يشرب، فاذهبوا إليه، فثبطوه، وقد بدا لى أن أرجع، فشرط لهم حمل بعير من زبيب إن ثبطوا المسلمين، أو لقى نعيم بن مسعود معتمرا وقال له ذلك، وجعل له عشر أبعرة إن ثبطهم، وضمنها لهم سهيل بن عمرو، ويكنى أبا يزيد، وقال لهم أبو سفيان: إن خرج محمد ولم أخرج زاد جرأة علينا فاجهدوا فى تثبيطه، فجاءوا المدينة فثبطوا أو جاءها فوجدهم يتجهزون للخروج، فقال لهم: غلبكم أبو سفيان فى العام الماضى، ولم يفلت منكم إلا شريد، وإن ذهبتم إليهم الآن لم يفلت منكم أحد، وما هذا بالرأى، فأثر ذلك الكلام فى قلوبهم، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، فقال:

" والله لأخرجن إليهم ولو وحدى "

، فخرج فى سبعين راكبا، والباقون يمشون، أو يتعاقبون، والجملة ألف وخمسمائة { فزادهم إيمانا } زادهم الله، أو القول، أى قول الركب، أو قول نعيم، أو المقول، أو القائل الجنس، أو القائل نعيم، ونصوص القرآن، أن الإيمان يزداد بنزول شىء آخر، وحصول معجزة أخرى، بإعمال الفكر فى الحجة وزيادة الحجة والعمل، وقابل الزيادة يقبل النقص، هذا مذهبنا، والنقص يكون بالكسل وطول العهد وقسوة القلب، ومن طبع البشر النقص بطوله،رأى أبو بكر قوة خشوع قوم أسلموا حادثا، فقال: كذلك كنا، ثم قست القلوب، قال ابن عمر:

" قلنا يا رسول الله، الإيمان يزيد وينقص، فقال صلى الله عليه وسلم: نعم، يزيد حتى يدخل صاحبه الجنة، وينقص حتى يدخل صاحبه النار "

{ وقالوا حسبنا الله } كافينا، كقول إبراهيم لجبريل حين ألقى فى النار، حسبى علم الله بحالى، وقد قال: ألك إلى حاجة { ونعم الوكيل } هو ومن يوكل الله له الأمر، أى يترك، قال أبو هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" إذا وقعتم فى الأمر العظيم فقولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل "

، قال أبو نعيم عن شداد بن أوس عنه صلى الله عليه وسلم،

" حسبى الله ونعم الوكيل، أمان كل خائف "

، وأخرج ابن أبى الدنيا عن عائشة، أنه إذا اشتد همه صلى الله عليه وسلم مسح بيده على رأسه ولحيته، ثم تنفس الصعداء، وقال: حسبى الله ونعم الوكيل، ويروى أنه آخر ما قال إبراهيم حين ألقى فى النار.

Bilinmeyen sayfa