266

Taysir Bi Şerh

التيسير بشرح الجامع الصغير

Yayıncı

مكتبة الإمام الشافعي

Baskı

الثالثة

Yayın Yılı

١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م

Yayın Yeri

الرياض

عَشِيَّة عَرَفَة بِأَهْل عَرَفَة) أَي الواقفين بهَا (يَقُول انْظُرُوا إِلَى عبَادي) أَي تأملوا هيئتهم (أَتَوْنِي) أَي جاؤا بَيْتِي إعظاما لي وتقربا لما يقرّبهم مني (شعثا) متغيري الْأَبدَان والشعور والملابس (غبرا) من غير استحداد وَلَا تنظف قد علاهم غُبَار الطَّرِيق وَذَا يَقْتَضِي الغفران وَعُمُوم التَّكْفِير (حم طب عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ وَرِجَال أَحْمد موثقون
(أَن الله تَعَالَى يباهي بالشاب) هُوَ من لم يصل إِلَى حدّ الكهولة (العابد) لله (الْمَلَائِكَة يَقُول انْظُرُوا إِلَى عَبدِي ترك شَهْوَته من أَجلي) أَي قهر نَفسه بكفها عَن لذاتها ابْتِغَاء لرضاي (ابْن السّني فر عَن طَلْحَة) بن عبيد الله بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف يحيى بن بسطَام وَغَيره
(أَن الله تَعَالَى يبتلى) يمْتَحن (عَبده الْمُؤمن) القويّ على احْتِمَال ذَلِك (بِالسقمِ) بِضَم فَسُكُون أَي بطول الْمَرَض (حَتَّى يكفر عَنهُ كل ذَنْب) فالبلاء فِي الْحَقِيقَة نعْمَة يجب الشُّكْر عَلَيْهَا لَا نقمة (طب عَن جُبَير بن مطعم ك عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد حسن
(أَن الله تَعَالَى يَبْتَلِي العَبْد) أَي يعامله مُعَاملَة المختبر (فِيمَا أعطَاهُ) من الرزق (فَإِن رَضِي بِمَا قسم لَهُ بورك لَهُ) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي بَارك الله لَهُ (فِيهِ ووسعه) عَلَيْهِ (وَإِن لم يرض) بِهِ (لم يُبَارك لَهُ) فِيهِ (وَلم يزدْ على مَا كتب) أَي قدّر (لَهُ) فِي الْأَزَل أَو فِي بطن أمّه لِأَن من لم يرض بالمقسوم كَأَنَّهُ سخط على ربه فَيسْتَحق حرمَان الْبركَة (حم وَابْن قَانِع هَب عَن رجل من بني سليم) وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(أَن الله تَعَالَى يبسط يَده بِاللَّيْلِ) أَي فِيهِ (ليتوب مسيء النَّهَار) يَعْنِي يبسط يَد الْفضل والأنعام لأيد الْجَارِحَة فَإِنَّهَا من لَوَازِم الْأَجْسَام (ويبسط يَده بِالنَّهَارِ ليتوب مسيء اللَّيْل) يَعْنِي يقبل التَّوْبَة من العَاصِي لَيْلًا وَنَهَارًا وَلَا يزَال كَذَلِك (حَتَّى تطلع الشَّمْس من مغْرِبهَا) فَإِذا طلعت مِنْهُ غلق بَاب التَّوْبَة (حم م عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ
(أَن الله تَعَالَى يبْعَث لهَذِهِ الْأمة) أَي يقيض لَهَا (على رَأس كل مائَة سنة) من الْهِجْرَة أَو غَيرهَا على مَا مرّ (من) أَي رجلا أَو أَكثر (يجدّد لَهَا دينهَا) أَي يبين السّنة من الْبِدْعَة ويذل أَهلهَا قَالَ ابْن كثير وَقد ادّعى كل قوم فِي إمَامهمْ أَنه المُرَاد وَالظَّاهِر حمله على الْعلمَاء من كل طَائِفَة (د ك والبيهقيّ فِي الْمعرفَة عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد صَحِيح
(أَن الله تَعَالَى يبْعَث ريحًا من الْيمن) لَا يُنَافِي رِوَايَة من الشَّام لِأَنَّهَا ريح شامية يَمَانِية أَو أَن مبدأها من أحد الإقليمين ثمَّ تصل للْآخر وتنتشر عَنهُ (أَلين من الْحَرِير فَلَا تدع) تتْرك (أحدا فِي قلبه مِثْقَال حَبَّة) فِي رِوَايَة ذرة (من إِيمَان) أَي وَزنهَا مِنْهُ وَلَيْسَ المُرَاد بالمثقال حَقِيقَته بل عبر بِهِ لِأَنَّهُ أقل مَا يُوزن بِهِ عَادَة غَالِبا (إِلَّا قَبضته) أَي قبضت روحه وَلَا يُنَافِيهِ خبر لَا تزَال طَائِفَة الحَدِيث لأنّ مَعْنَاهُ حَتَّى تقبضهم الرّيح الطّيبَة قرب الْقِيَامَة (م ك عَن أبي هُرَيْرَة
أَن الله تَعَالَى يبغض السَّائِل الْمُلْحِف) الْملح الملازم قيل وَهُوَ من عِنْده غداء وَيسْأل عشَاء (حل عَن أبي هُرَيْرَة) ضَعِيف لضعف وَرْقَاء
(أَن الله يبغض الطَّلَاق) أَي قطع عقد النِّكَاح بِلَا عذر شَرْعِي (وَيُحب الْعتاق) لما فِيهِ من فك الرَّقَبَة (فر عَن معَاذ) بن جبل وَفِيه ضعف وَانْقِطَاع
(أَن الله تَعَالَى يبغض البليغ من الرِّجَال) أَي الْمظهر للتفصح تيها على الْغَيْر ووسيلة إِلَى الاقتدار على تَعْظِيم صَغِير أَو تحقير عَظِيم (الَّذِي يَتَخَلَّل بِلِسَانِهِ تخَلّل الباقرة بلسانها) أَي الَّذِي يتشدق بِلِسَانِهِ كَمَا تتشدق الْبَقَرَة وَوجه الشّبَه إدارة لِسَانه حول أَسْنَانه حَال كَلَامه كَفعل الْبَقَرَة حَال الْأكل وَخص الْبَقَرَة لأنّ جَمِيع الْبَهَائِم تَأْخُذ النَّبَات بأسنانها وَهِي لَا تحش إِلَّا بلسانها أما من بلاغته خلقية فَغَيره مبغوض إِلَى الحضرة الإلهية قَالَ المتنبي

1 / 267