405

Tevhid Kitabı Şerhi

تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد

Soruşturmacı

زهير الشاويش

Yayıncı

المكتب الاسلامي،بيروت

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م

Yayın Yeri

دمشق

[لا يكمل إيمان العبد حتى يحب الرسول أكثر من جميع البشر]
قال: عن أنس أن رسول الله ﷺ قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" ١. أخرجاه
ش: قوله: (لا يؤمن أحدكم) . أي. لا يحصل له الإيمان الذي تبرأ به ذمته، ويستحق به دخول الجنة بلا عذاب حتى يكون الرسول أحب إليه من أهله وولده ووالده والناس أجمعين، بل لا يحصل له ذلك حتى يكون الرسول أحب إليه من نفسه أيضًا، كما في حديث "عمر بن الخطاب ﵁ أنه قال للنبي ﷺ لأنت يا رسول الله أحب إلي من كل شيء إلا نفسي فقال: والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال له عمر: فإنك الآن والله أحب إلي من نفسي، فقال: الآن يا عمر" ٢. رواه البخاري. فمن لم يكن كذلك، فهو من أصحاب الكبائر، إذا لم يكن كافرًا، فإنه لا يعهد في لسان الشرع نفي اسم مسمى أمر الله به ورسوله إلا إذا ترك بعض واجباته، فأما إذا كان الفعل مستحبًّا في العبادة لم ينفها لانتفاء المستحب، ولو صح هذا لنفي عن جمهور المؤمنين اسم الإيمان والصلاة والزكاة والحج وحب الله ورسوله، لأن ما من عمل إلا وغيره أفضل منه، وليس أحد يفعل أفعال البر مثل ما فعلها النبي ﷺ بل ولا أبو بكر ولا عمر، فلو كان من لم يأت بكمالها المستحب يجوز نفيها عنه لجاز أن ينفى عن جمهور المسلمين من الأولين والآخرين، وهذا لا يقوله عاقل. وعلى هذا فمن قال: إن المنفي هو الكمال، فإن أراد أنه نفي الكمال الواجب الذي يذم تاركه ويتعرض للعقوبة فقد صدق، وإن أراد أنه نفي الكمال المستحب فهذا لم يقع قط في كلام الله ورسوله ﷺ. قاله شيخ الإسلام. وأكثر الناس يدعي أن الرسول أحب إليه مما ذكر، فلا بد من تصديق ذلك بالعمل والمتابعة له، وإلا فالمدعي كاذب، فإن القرآن بين أن المحبة التي في القلب تستلزم العمل الظاهر بحبها كما قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ ٣. وقال تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ

١ البخاري: الإيمان (١٥)، ومسلم: الإيمان (٤٤)، والنسائي: الإيمان وشرائعه (٥٠١٣،٥٠١٤)، وابن ماجه: المقدمة (٦٧)، وأحمد (٣/١٧٧،٣/٢٠٧،٣/٢٧٥،٣/٢٧٨)، والدارمي: الرقاق (٢٧٤١) .
٢ البخاري: الأيمان والنذور (٦٦٣٢)، وأحمد (٤/٢٣٣،٤/٣٣٦،٥/٢٩٣) .
٣ سورة آل عمران آية: ٣١.

1 / 407