Tevhid Kitabı Şerhi
تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد
Araştırmacı
زهير الشاويش
Yayıncı
المكتب الاسلامي،بيروت
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م
Yayın Yeri
دمشق
Türler
İnançlar ve Mezhepler
مسجد قباء كعمرة" ١. وفي "الصحيح: "أن رسول الله ﷺ كان يزور قباء راكبًا وماشيًا" ٢. وقد صرح بأن المسجد المؤسس على التقوى هو مسجد قباء.
ذكره جماعة من السلف، منهم: ابن عباس وعروة وعطية والشعبي والحسن وغير واحد. وقيل: هو مسجد رسول الله ﷺ لحديث أبي سعيد قال: "تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، فقال رجل هو مسجد قباء، وقال الآخر: هو مسجد رسول الله ﷺ فقال رسول الله ﷺ "هو مسجدي هذا" ٣ رواه مسلم. وهو قول عمر وابنه وزيد بن ثابت وغيرهم. قال ابن كثير: وهذا صحيح، ولا منافاة بين الآية وبين هذا، لأنه إذا كان مسجد قباء قد أسس على التقوى من أول يوم، فمسجد رسول الله ﷺ بطريق الأولى. وهذا بخلاف مسجد الضرار الذي أسس على معصية الله تعالى كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًَا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ ٤. فلهذه الأمور نهى الله نبيه ﷺ عن القيام فيه للصلاة، وكان المنافقون الذين بنوه جاءوا إلى النبي ﷺ قبل خروجه إلى تبوك فسألوه أن يصلي فيه ليحتجوا بصلاته فيه على تقريره. وذكروا أنهم إنما بنوه للضعفاء وأهل العلة في الليلة الشاتية، فعصمه الله من الصلاة فيه فقال: "إنا على سفر ولكن إذا رجعنا إن شاء الله" فلما قفل ﵇ راجعًا إلى المدينة ولم يبق بينه وبينها إلا يوم أو بعض يوم، نزل الوحي بخبر المسجد، فبعث إليه فهدمه قبل مقدمه إلى المدينة" ووجه الدلالة من الآية على الترجمة من جهة القياس، لأنه إذا منع الله رسوله ﷺ عن القيام لله تعالى في هذا المسجد المؤسس على هذه المقاصد الخبيثة مع أنه لا يقوم فيه إلا لله، فكذلك المواضع المعدة للذبح لغير الله لا يذبح فيها الموحد لله، لأنها قد أسست على معصية الله والشرك به، يؤيده حديث ثابت بن الضحاك الآتي.
١ الترمذي: الصلاة (٣٢٤)، وابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها (١٤١١) . ٢ البخاري: الجمعة (١١٩٢،١١٩٤)، ومسلم: الحج (١٣٩٩)، والنسائي: المساجد (٦٩٨)، وأبو داود: المناسك (٢٠٤٠)، وأحمد (٢/٤،٢/٥٧،٢/٥٨،٢/٦٥،٢/٧٢،٢/٨٠،٢/١٠١،٢/١٠٧،٢/١٥٥)، ومالك: النداء للصلاة (٤٠٢) . ٣ الترمذي: تفسير القرآن (٣٠٩٩)، والنسائي: المساجد (٦٩٧)، وأحمد (٣/٨،٣/٢٣،٣/٩١) . ٤ سورة التوبة آية: ١٠٧.
1 / 160