كان بعض تلك الصور الشاردة المتعاقبة سراعا - فوق حاجز الساحة البيضاء - يظهر أشد من غيره بيانا، وهذه هي وجوه العصر المجيد المصرية.
أما التي كانت دون ذلك وضوحا، فهي شخوص الملكات المسلمات، تسنح لماما في جوف الهيكل المنير.
ثم رجعت بغتة إلى نفس أسائلها على مضض:
ماذا عسى أن يكون عدد من يعلم في الشرق أسماء أولئك الملكات في عهد الفخار الغابر؟!
وما عدد من يدري صنيعهن بين من تلقفوا أسماءهن تلقفا؟
ذلك مع أن النبي
صلى الله عليه وسلم
أثنى على زوجه بعلمها، وجعل لها شأنا خطيرا.
ولقد كان يبدي لبنته مظاهر عطف تنتشر لها النفس رقة، ويبين للناس أن لكل من فتاته وامرأته مكانا في نفسه كريما.
ووجد في تاريخ الإسلام البعيد الأطراف بعد عائشة وفاطمة الزهراء، أمثلة من النساء تستحق الإعجاب، بيد أن مؤرخي الوقت آثروا أن يسحبوا عليهن ذيل النسيان؛ ليقصروا جهدهم على تراجم ليس لها طعم، لرجال لم يكونوا أهلا لتقدير تلك الفطر النسائية المختارة، التي لو وثبت قليلا لحلقت فوق ما علت في كبد سمائنا الفيروزية.
Bilinmeyen sayfa