وقال: (باب حروف الجر) ويقال: رب بضم الراء وتشديد الباء وفتحها، ورب بضم الراء وتخفيف الباء وفتحها، وقرئ بهما قوله تعالى: ﴿ربما يود الذين كفروا﴾.
هذا قليل من كثير مما ورد ذكره في صفحات هذا الكتاب من الآيات القرآنية وقراءتها إلى حد فاقت به غيرها من الشواهد كثرة، وعددًا.
٧ - الاستشهاد بالشعر:
إذا ما استقرأنا كتاب «توجيه اللمع» لابن الخباز وقفنا على مجموعة كبير من الشواهد الشعرية، تربوا على خمسمائة شاهد مع أن الكتاب مسوق في أخصر أسلوب وأوجر عبارة، فما بالنا لو كان شرحًا مبسوطًا؟ إذًا لوقفنا على أضعاف ما بين أيدينا من الشواهد الشعرية، التي هي أكبر دليل وأسطع برهان على سعة محفوظه، وغزارة مادته، وحسن نظره، ومشاركته للمتقدمين من اللغويين بما أضافه من شواهد جديدة، وكتاباه اللذان بين أيدينا وهما «توجيه اللمع، وشرح الدرة الألفية» يفصحان عن هذه الإضافات، ويدلان بوضوح على مبلغ ثقافته اللغوية والأدبية تلك الثقافة التي تضعه في مكانته بين الباحثين الذين كانوا يداومون النظر ويتابعون الدرس لنصوص اللغة محاولين جهدهم التعرف على ظواهرها وما تشير إليه من قواعد وأحكام.
ومن الملاحظ أن ابن الخباز في استشهاده بالشعر لم يقتصر على فترة أدبية معينة، بل تناول بالاستشهاد شعر كل العصور التي يحتج بأشعار رجالها، فبالنسبة للعصر الجاهلي نجده قد استشهد بأبيات لمعظم أصحاب المعلقات العشر، أمثال: امرئ القيس الكندي، وطرفة بن العبد، وزهير بن أبي سلمى، ولبيد بن ربيعة العامري، وعمرو بن كلثوم التغلبي، وعنترة العبسي، والأعشى، والنابغة الذيباني، وعبيد بن الأبرص الأسدي، وغيرهم من شعراء العصر الجاهلي.
واستشهد أيضًا بشعر مشاهير شعراء العصر الأموي كجرير والفرزدق، كما استشهد بشعر الهذليين إذا جاز لنا أن تعتبرهم يمثلون مجموعة لغوية متجانسة، واستشهد كذلك بشعر ذي الرمة، وكعب بن زهير، ومتمم بن نويرة، والكميت
1 / 45