Zahiriyat Yorumu

Hasan Hanafi d. 1443 AH
166

Zahiriyat Yorumu

تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين

Türler

مثال ذلك الترتيب الزماني للظاهريات في تاريخ الفلسفة أو ظهور كل عمل داخل الظاهريات، ويساعد الترتيب الزماني على فهم أكثر للظاهريات التي تتكون تدريجيا، وبالرغم من تعدد مصادرها، الرياضية والمنطقية والنفسية والفلسفية، فإن لها قصدها المتجانس، ومع أن للظاهريات تطورها فإنها تحتفظ أيضا بوحدتها، كما تبرز قضية أخرى وهي فهم كل عمل باعتباره قصدا، وعولجت موضوعات أخرى مثل القضايا الرئيسية في الظاهريات أو التأملات الفلسفية ابتداء منها.

ويحتوي تحليل موضوع رئيسي في الظاهريات في الدراسات الثانوية عناصر كثيرة متناثرة، لكل منها تطوره الخاص، ويختلط عرض الظاهريات بنقدها، فقد وصفت الظاهريات الترنسندنتالية كظاهريات للفعل وليست كظاهريات للموضوع، كما اختلطت الظاهريات بتأويلاتها المختلفة، ونقدت اللغة نقدا عابرا مثل عدم قدرتها على التعبير، دون أن يتطور هذا النقد أكثر فأكثر، سواء فيما يتعلق بلغة الظاهريات أو فيما ينطلق باللغة على العموم. وأهملت مقارنات عديدة بين مختلف المناطق الحضارية.

32

وقد عرضت الظاهريات بمنهج تحليلي يشرح المفاهيم أكثر من منهج تركيبي يضم المفاهيم في قاعدة منهجية، وبسبب نقص الوعي بالظاهريات كمنهج تطبيقي أكثر منها نظرية أو فلسفية، عرضت من خلال عدة مفاهيم خاصة، ولو تمت محاولة عرض تركيبي فإنه لا يتعدى تجاور المفاهيم التي تم تحليلها من قبل، ويمكن تتبع نشأة الظاهريات وهي في سبيل التكوين دون الوقوع في تجزئة مصادرها مع المحافظة على حركتها الصاعدة نحو الظاهريات المكتملة.

33

وأحيانا تثير الدراسات الثانوية في الظاهريات مشاكل لا يستطيع حلها إلا المتخصصون وأهل الخبرة، ويسود الاتجاه العلمي جزءا لرؤية كل منها تحت المجهر مع الرغبة في استنباط نظريات نفسية وعلمية بالمعنى الدقيق وكأن الظاهريات معمل لعلم النفس. وقامت التحليلات الظاهراتية بالتأمل البسيط في الخبرات اليومية بمساعدة البداهة والحدس، وتنطبق الصرامة الظاهراتية على التأمل وقلب النظرة أكثر منها على التجربة العلمية.

وتستحق التقنية الظاهراتية بعض الانتباه،

34

ولا تعني التقنية هنا قواعد المنهج وتوضيحها، بل تشير إلى لغة الظاهريات ومجموع «الجهاز المفاهيمي»، ويضم إلى هذه التقنية أيضا مناهج الاستدلال وطرق البرهان، وكل ما يتعلق بالتركيب الخارجي للعمل فهو أيضا من التقنية، وأحيانا تريد الدراسات الثانوية أن تبين أهميتها باستعمال عدة ألفاظ، وتركيبها على نحو مصطنع للتعبير عن أشياء بسيطة للغاية.

وكانت كل محاولة لعرض المنهج الظاهرياتي دائما غير كاملة، وكان ذلك طبيعيا؛ لأنه كان من الضروري البحث عن نقطة بداية في موضوع محدد يظن أنه الموضوع الرئيسي، وعن نقطة نهاية تتوجه نحوها كل الظاهريات. وقد وجهت الظاهريات نحو المنطق الترنسندنتالي عن طريق فكرة العلم،

Bilinmeyen sayfa