Kur'an'ın Zor Yerlerinin Tevili

Ibn Qutaybah d. 276 AH
170

Kur'an'ın Zor Yerlerinin Tevili

تأويل مشكل القرآن

Araştırmacı

إبراهيم شمس الدين

Yayıncı

دار الكتب العلمية

Yayın Yeri

بيروت - لبنان

وأن يأتي على مذهب الاستفهام وهو توبيخ: كقوله: أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ (١٦٥) [الشعراء: ١٦٥] . ومنه أن يأتي الكلام على لفظ الأمر وهو تهديد: كقوله: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ [فصلت: ٤٠] . وأن يأتي على لفظ الأمر وهو تأديب: كقوله: وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ [الطلاق: ٢]، وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ [النساء: ٣٤] . وعلى لفظ الأمر وهو إباحة: كقوله: فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا [النور: ٣٣]، فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ [الجمعة: ١٠] . وعلى لفظ الأمر وهو فرض: كقوله: وَاتَّقُوا اللَّهَ [البقرة: ٢٨٢]، وأَقِيمُوا الصَّلاةَ [الأنعام: ٧٢]، ووَ آتُوا الزَّكاةَ [البقرة: ٤٣] . ومنه عام يراد به خاص: كقوله سبحانه حكاية عن النبي، ﷺ: وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام: ١٦٣]، وحكاية عن موسى: وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ [الأعراف: ١٤٣] ولم يرد كل المسلمين والمؤمنين، لأن الأنبياء قبلهما كانوا مؤمنين ومسلمين، وإنما أراد مؤمني زمانه ومسلميه. وكقوله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (٣٣) [آل عمران: ٣٣]، ولم يصطفهم على، محمد ﷺ، ولا أممهم على أمّته، ألا تراه يقول: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران: ١١٠]، وإنما أراد عالمي أزمنتهم. وكقوله سبحانه: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا [الحجرات: ١٤]، وإنما قاله فريق من الأعراب. وقوله: وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ (٢٢٤) [الشعراء: ٢٢٤] ولم يرد كل الشعراء. ومنه قوله سبحانه: الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ [آل عمران: ١٧٣]، وإنما قاله نعيم بن مسعود لأصحاب محمد، ﷺ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ، يعني: أبا سفيان، وعيينة بن حصن، ومالك بن عوف.

1 / 172