Kur'an'ın Zor Yerlerinin Tevili

Ibn Qutaybah d. 276 AH
128

Kur'an'ın Zor Yerlerinin Tevili

تأويل مشكل القرآن

Araştırmacı

إبراهيم شمس الدين

Yayıncı

دار الكتب العلمية

Yayın Yeri

بيروت - لبنان

وأراد بقوله: ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ [القصص: ٧٦]، أي: تميلها من ثقلها. قال الفراء أنشدني بعض العرب «١»: حتى إذا ما التأمت مفاصله ... وناء في شقّ الشّمال كاهله يريد: أنه لما أخذ القوس ونزع، مال عليها. قال: ونرى قولهم: (ما ساءك وناءك)، من هذا. وكان الأصل (أناءك) فألقي الألف لما اتبعه (ساءك) كما قالوا: (هنأني ومرأني)، فاتبع مرأني هنأني. ولو أفرد لقال: أمرأني. وأراد بقوله: وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨) [العاديات: ٨]، أي: وإنه لحبّ المال لبخيل، والشدة: البخل هاهنا، يقال: رجل شديد ومتشدّد. وقوله سبحانه: وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِمامًا [الفرقان: ٧٤]، يريد: اجعلنا أئمة في الخير يقتدي بنا المؤمنون، كما قال في موضع آخر: وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا [السجدة: ٢٤]، أي: قادة، كذلك قال المفسّرون. وروي عن بعض خيار السلف: أنه كان يدعو الله أن يحتمل عنه الحديث، فحمل عنه. وقال بعض المفسرين في قوله: وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِمامًا [الفرقان: ٧٤]، أي: اجعلنا نقتدي بمن قبلنا حتى يقتدي بنا من بعدنا. فهم على هذا التأويل متّبعون ومتّبعون. ومن المقدّم والمؤخّر قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (١) قَيِّمًا [الكهف: ١، ٢] أراد: أنزل الكتاب قيّما ولم يجعل له عوجا. وقوله: فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ [هود: ٧١]، أي: بشرناها بإسحاق فضحكت. وقوله: فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها [الشمس: ١٤]، أي: فعقروها فكذّبوه بالعقر.

(١) الرجز بلا نسبة في لسان العرب (نوأ)، وتهذيب اللغة ١٥/ ٥٤٠، ورواية الشطر الأول في اللسان والتهذيب: حتى إذا ما التأمت مواصله

1 / 130