الشيخين١، بل لو قيل له: أبرز له مثالًا في مطلق الأحاديث من ابتدائه إلى انتهائه كذلك، لعجز، ولذا عرفه شيخنا: بأن لا يرويه أقل من اثنين عن أقل من اثنين٢ مع تكلفة لتوجيه أصل الدعوى في الجملة.
(فإن رواه الجماعة) ثلاثة فأكثر ما لم يبلغ التواتر، (سُمِّيَ) لوضوحه، المشهور (مشهورًا) ٣.
(ومنه المتواتر) ٤: إذ المشهور أعلم لشموله٥ ما يتخلف إفادة العلم
_________
وانظر علوم الحديث "ص ٢٧٠"، وإرشاد طلاب الحقائق "٢/ ٥٤٥"، والمقنع "٢/ ٤٤١"، وفتح المغيث "٤/ ٥"، والتدريب "٢/ ١٨١".
٤ قال الإمام السخاوي في فتح المغيث "٤/ ٥": "سُمِّيَ بذلك إما لقلة وجوده؛ لأنه يقال: عز الشيء يعز بكسر العين في المضارع عزًّا وعزازة، إذا قيل، بحيث لا يكاد يوجد، وإما لكونه قويًّا واشتد بمجيئه من طريق آخر، من قولهم عز يعز بفتح العين في المضارع عزا وعزازة أيضًا إذا اشتد وقوي.
ومنه قوله ﴿فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ﴾ [سورة يس، من الآية: ١٤] أي قََََََََََوَّينا وشّدَّدْنا ...
انظر: النزهة "ص٢٤"، وترتيب القاموس "٣/ ٢١٥"، ومنهج ذوي النظر "ص ٦٧"، وإسعاف ذوي الوطر "١/ ٢١٠"، شرح علي القاري للنخبة "ص ٣٢".
١ انظر نخبة الفكر مع شرحها النزهة "ص٤٤"، وشرح القاري على النخبة "ص ٣٢-٣٣"، وإمعان النظر شرح نخبة الفكر للنصر بوري "ص ٧٢".
٢ نزهة النظر "ص ٢٤".
٣ يقال شهرت الأمر أشهره شَهرًا وشُهرة اشتهر. فتح المغيث "٤/ ٨".
٤ في طبعة علي حسن وثبت البلوي زيادة تعريف المتواتر وهي: "خبر جماعة يفيد بنفسه العلم بصدقه" "ص١٧" ط. علي حسن، "ص ٣٦٣" ثبت البلوي، وهي غير موجودة في النسختين ولا في طبعة محمد عزيز شمس "ص ٣٩".
٥ لأنه يطلق وله معان عدة، فيطلق ويراد به المعنى الاصطلاحي، ويطلق ويراد به المعنى اللغوي وهي الشهرة والاشتهار- كما هو المقصود هنا من حيث الشمول- على الألسنة فيشمل ماله إسناد واحد فصاعدًا، بل ما لا يوجد له إسناد أصلًا. بتصرف من قول الحافظ في النزهة "ص٢٣-٢٤".
1 / 49