78

أما ما بيد التائب من الأموال التي اكتسبها من الربا فقد اختلف أهل العلم في حكمها؛ فمنهم من يقول يخرجها ولا يبقيها في ماله(214).

ومن العلماء من يقول: إن على المرابي أن يخرج ما بيده من الربا إن كان قد قبضه وهو يعلم حكم الله في ذلك، وأما إن كان قد قبضه وهو جاهل فهو له، ولا يجب عليه إخراجه(215).

ومن العلماء من يقول بأن للمرابي ما بيده مما قبضه من الربا قبل التوبة، فإذا تاب كان ذلك المال الذي قبضه من الربا داخلا تحت تصرفه؛ فلا يؤمر برد ما قبضه، من الربا قبل التوبة، وإنما يدع ما بقي من الربا مما لم يقبضه(216).

الزنا فساد كبير، وشر مستطير، له آثار كبيرة، وتنجم عنه أضرار كثيرة، سواء على مرتكبيه، أو على الأمة بعامة.

وبما أن الزنا يكثر وقوعه، وتكثر الدواعي إليه فهذه نبذة عن آثاره وآفاته وأضراره(217).

أ_الزنا يجمع خلال الشر كلها من قلة الدين، وذهاب الورع، وفساد المروءة، وقلة الغيرة، ووأد الفضيلة.

ب_يقتل الحياء، ويلبس وجه صاحبه رقعة من الصفاقة والوقاحة.

ج_سواد الوجه، وظلمته، وما يعلوه من الكآبة والمقت الذي يبدو للناظرين.

د_ظلمة القلب، وطمس نوره.

ه_الفقر اللازم لمرتكبيه، وفي أثر يقول الله_تعالى_: =أنا مهلك الطغاة، ومفقر الزناة+.

و_أنه يذهب حرمة فاعله، ويسقطه من عين ربه، وأعين عباده، ويسلب صاحبه اسم البر، والعفيف، والعدل، ويعطيه اسم الفاجر، والفاسق، والزاني، والخائن.

ز_الوحشة التي يضعها الله في قلب الزاني، وهي نظير الوحشة التي تعلو وجهه؛ فالعفيف على وجهه حلاوة، وفي قلبه أنس، ومن جالسه استأنس به، والزاني بالعكس من ذلك تماما.

ح_أن الناس ينظرون إلى الزاني بعين الريبة والخيانة، ولا يأمنه أحد على حرمته ولا ولده.

ط_ومن أضراره الرائحة التي تفوح من الزاني يشمها كل ذي قلب سليم، وتفوح من فيه، ومن جسده.

Sayfa 78