التوبة تكون من الذنوب صغيرها وكبيرها، ولا بد للتائب من معرفة ما يتاب منه ولو على سبيل الإجمال.
قال الغزالي×: =اعلم أن التوبة ترك الذنب، ولا يمكن ترك شيء إلا بعد معرفته.
وإذا كانت التوبة واجبة كان ما لا يتوصل إليها إلا به واجبا؛ فمعرفة الذنوب_إذا_واجبة، والذنب عبارة عن كل ما هو مخالف لأمر الله_تعالى_في ترك أو فعل.
وتفصيل ذلك يستدعي شرح التكليفات من أولها إلى آخرها، وليس ذلك من غرضنا، ولكننا نشير إلى مجامعها، وروابط أقسامها، والله الموفق للصواب برحمته+(19).
ثم شرع×في بيان أقسام الذنوب(20).
وعقد ابن القيم×في مدارج السالكين فصلا قال فيه: =فصل في أجناس ما يتاب منه+.
ثم قال: =ولا يستحق العبد اسم =التائب+ حتى يتخلص منها.
وهي اثنا عشر جنسا مذكورة في كتاب الله_عز وجل_هي أجناس المحرمات:
الكفر، والشرك، والنفاق، والفسوق، والعصيان، والإثم، والعدوان، والفحشاء، والمنكر، والبغي، والقول على الله بغير علم، واتباع غير سبيل المؤمنين.
فهذه الاثنا عشر عليها مدار كل ما حرم الله، وإليها انتهاء العالم بأسرهم إلا أتباع الرسل_صلوات الله وسلامه عليهم_.
وقد يكون في الرجل أكثرها وأقلها، أو واحدة منها، وقد يعلم ذلك، وقد لا يعلم.
فالتوبة النصوح: هي بالتخلص منها، والتحصن من مواقعتها، وإنما يمكن التخلص منها لمن عرفها.
ونحن نذكرها، ونذكر ما اجتمعت فيه وما افترقت؛ لنتبين حدودها وحقائقها، والله الموفق لما وراء ذلك كما وفق له، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وهذا الفصل من أنفع فصول الكتاب، والعبد أحوج شيء إليه+(21).
ثم شرع×في بيان ذلك(22).
ومما يمكن أن تتضح به أصول الذنوب وأفرادها أن تذكر تلك الأصول وما يندرج تحتها من أفراد، وهذا ما سيتضح في المبحث التالي_إن شاء الله تعالى_.
هناك تقسيمات نافعة، تعرف من خلالها أصول الذنوب، وما يمكن أن يدخل تحتها من آحاد الذنوب وأفرادها.
Sayfa 5