100

قال ابن القيم×: =فالمحبة النافعة ثلاثة أنواع: محبة الله، ومحبة في الله، ومحبة ما يعين على طاعة الله_تعالى_واجتناب معصيته.

والمحبة الضارة ثلاثة أنواع: المحبة مع الله، ومحبة ما يبغضه الله، ومحبة ما تقطع محبته عن الله_تعالى_أو تنقصها؛ فهذه ستة أنواع عليها مدار محاب الخلق.

فمحبة الله_عز وجل_أصل المحاب، وأصل الإيمان والتوحيد، والنوعان الآخران تبع لها.

والمحبة مع الله أصل الشرك، والمحاب المذمومة، والنوعان الآخران تبع لها+(274).

وقال في موضع آخر متحدثا عن فضل محبة الله_عز وجل_: =ولهذا كان أعظم صلاح العبد أن يصرف قوى حبه كلها لله_تعالى_وحده، بحيث يحب الله بكل قلبه، وروحه وجوارحه؛ فيوحد محبوبه، ويوحد حبه.

فتوحيد المحبوب أن لا يتعدد محبوبه، وتوحيد الحب ألا يبقى في قلبه بقية حب حتى يبذلها له؛ فهذا الحب_وإن سمي عشقا_فهو غاية صلاح العبد ونعيمه وقرة عينه، وليس لقلبه صلاح ولا نعيم إلا بأن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن تكون محبته لغير الله تابعة لمحبة الله؛ فلا يحب إلا لله+(275).

ولهذا قال النبي_عليه الصلاة والسلام_: =ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار+(276).

قال ابن القيم×عن هذا الحديث: =فأخبر أن العبد لا يجد حلاوة الإيمان إلا بأن يكون الله أحب إليه مما سواه، ومحبة رسوله هي من محبته، ومحبة المرء إن كانت لله فهي من محبة الله، وإن كانت لغير الله فهي منقصة لمحبة الله، مضعفة لها، وتصدق هذه المحبة بأن يكون كراهته لأبغض الأشياء إلى محبوبه وهو الكفر بمنزلة كراهته لإلقائه في النار أو أشد.

Sayfa 100