وقالت نوار مقاطعة: لنفترض أنك حمورابي نفسه بعينه ولسانه، أنت خطأ، أنت خطأ.
قال: سأذهب ولكني غدا سأعود ومعي عربة شرطة وسأريكم كيف تحترمون القانون، وسآخذك - مشيرا إلي - أنت بالقوة إلى بيت الطاعة. قلت: وستربطني في المطبخ بالجنزير؟ قال ساخرا: لا، ليس في المطبخ، فأنت أرقى من ذلك، سأربطك في مكان آخر تعرفينه جيدا ... ثم أضاف مؤكدا: غدا سترين كل شيء، وذهب.
أبي
اكتست أشجار الغابة ...
اكتست أشجار الغابة باللون الرمادي إلا شجيرات المسكيت واللالوبات والآيلانسس، اللوسيان والقولد مور، وبعض الأعشاب التي توجد على شاطئ النهير الصغير الواهن الذي ينخفض منسوب مائه يوما بعد يوم، غير أشجار وأعشاب النهر لا شيء أخضر، فقد حرقت أشعة الشمس العشب حتى أصبح مثل الرماد تحمله الرياح الشمالية، وترمي به ما بين الوديان وهياكل الأشجار، وعندما يهب الإعصار يدور به في الفضاء كأنه يقبل بواسطته السحابات البيضاء المنتشرة في السماء، كأنه يشهد الملائكة على القحط.
جلسنا
بعد العمل بالمحراب ...
بعد العمل بالمحراب بدأنا في حكي تجاربنا، برنامج يومي افتتحت الحديث أنا موجهة قولي إلى نوار سعد التي سألتني ذات مرة كيف تحولت من بنت سلبية تباع وتشترى إلى إنسانة تمتلك قرارها وتستطيع أن تقول: لا؟
قلت: إنها أفكار المختار التي زرعها في قبل أن يذهب ويتركني. أقصد بعد أن عالجني من الخوف، وانقطع عن زياراتنا.
قلت: أولا طلبت من زوجي أن يسمح لي بمواصلة الدراسة لكنه رفض؛ حانثا بالوعد الذي كان، فأخبرت أبي الذي قال لي بوضوح: أنت الآن زوجة رجل ولا يحق لي التدخل في شئونه، لقد كنت ابنتي قبل الزواج؛ أما الآن فأنت زوجة نور الدين. فقلت لزوجي نور الدين: إذا لم تسمح لي بالدراسة فإنني سأنتحر.
Bilinmeyen sayfa