فبينا أنت تنظر إليه بفظاعة منظره إذ نودي مروُّا الساهرة، فلم تشعر إلا وقد رُفعت الأرض من تحتك وتحت الخلائق لأن تبدَّل، ثم بُدِّلت بأرض من فضة، فإذا الخلائق منثورون على أرض من فضة بيضاء (١)، ثم قيل لك وأنت تنظر إلى الجسر بفظاظته وقيل للخلق معك: اركبوا الجسر.
فتوهم خفقان فؤادك وفزعه، وقد قيل لك: اركب الجسر، فطار عقلك رعبًا وفزعًا، ثم رفعت إحدى قدميك لتركبه فوجدت بباطن قدميك حدته ودقته، فطار قلبك فزعًا، ثم ثنيت الأخرى فاستويت عليه راكبًا وقد أثقلتك أوزارك وأنت حاملها على ظهرك، ثم صعدت عليه بطيران قلبك حتى بلغت ذروته، والخلائق من بين يديك ومن ورائك (٢) عرف واحد يضطرب بهم خفقان جهنم تحته، فتهافت الناس من بين يديك ومن ورائك.
فتوهم صعودك بضعفك عليه، وقد نظرت إلى الزالِّين والزالاَّت من بين يديك ومن خلفك، وقد تنكست هاماتهم، وارتفعت على الصراط أرجلهم، وأخذت الملائكة بلحى (٣) الرجال وذوائب النساء من
_________
(١) كسابقه.
(٢) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في أصله [ولايك] .
(٣) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في أصله [بلحا] .
1 / 35