قفوا وقفة من يحيا لايخز بعدها .... ومن يخترم لا تتبعه الملاوم قال: ثم كر فطعن رجلا وطعنه آخر، فقلت له: جعلني الله فداك تباشر الحرب بنفسك والعسكر منوط بك؟! فقال لي: إليك عني يأ أخا بني ضبة ، كأن عويفا أخا بني فزارة كان ينظر إلينا في يومنا هذا، وأنشد:
ألمت سعاد وإلمامها .... أحاديث نفس وأسقامها
يمانية من بني مالك .... تطاول في المجد أعمامها
وإن لنا أصل جرثومة .... ترد الحوادث أيامها
ترد الكتيبة مذمومة .... بها أفنها وبها ذامها
قال: وجاء سهم غائر فشغله عني .
[20] حدثنا أبو العباس الحسني بإسناده عن المفضل الضبي، قال: كنت مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن صلوات الله عليه واقفا يوم قتل، فقال لي: حركني بشيء، فأنشدته:
ألا أيها الناهي فزارة بعدما .... أجدت بسير إنما أنت حالم
أبى كل ذي وتر يبيت بوتره .... ويمنع منها النوم إذ أنت نائم
قفوا وقفة من يحيا لا يخز بعدها .... ومن يخترم لا تتبعه اللوائم
قال: فقال لي: أعده، فانتبهت وندمت على إنشادي إياها، فقلت: أو غير ذلك، فقال: لا بل أعده، فأعدته، فكان آخر العهد به صلوات الله عليه.
[21] وحدثنا أبو العباس الحسني بإسناده عن المفضل الضبي، قال: جعلت الزيدية تحمل بين يدي إبراهيم بن عبد الله بن الحسن صلوات الله عليه ويقولون:نحن الزيدية وأبناء الزيدية.
قال : فسمعت إبراهيم عليه السلام «يقول لهم»: رحمكم الله اسم هو أحسن من اسم الإسلام؟! ألا فقولوا نحن المسلمون وأبناء المسلمين .
قال المفضل: وأصيب إبراهيم بسهم فطافت به الزيدية، وجعلوا يبكون ويقولون: أردنا أن تكون إماما أردنا أن تكون ملكا، وأراد الله أن تكون شهيدا، ويقبلون يديه ورجليه .
[22] حدثنا أبو العباس بإسناده عن مسعدة بن زياد العبدي، قال: لما أصيب إبراهيم بن عبد الله بن الحسن عليه السلام وجاء ذلك «اليوم» إلى أهل المدينة، قال الطالبيون: مضى والله على منهاج آبائه، ونزل منازلهم.
Sayfa 401