فبلغ ذلك عليا عليه السلام فشغله المصاب برسول الله عن القول لهم في ذلك، واغتنموا تشاغله برسول الله فنظر علي لدين الله قبل نظره لنفسه، فوجد حقه لا ينال إلا بالسيف المشهور، وتذكر ما هم به من حديث عهد بجاهلية، فكره أن يضرب بعضهم ببعض، فيكون في ذلك ترك الألفة، فأوصى بها أبو بكر إلى عمر عن غير شورى، فقام بها عمر وعمل في الولاية بغير عمل صاحبه، وليس بيده منها عهد من رسول الله ولا تأويل من كتاب الله، إلا رأي توخاه هو فيه مفارق لرأي صاحبه، فجعلها بين ستة نفر، ووضع عليهم أمناء أمرهم إن هم اختلفوا أن يقتلوا الأقل من الفئتين، وصغروا من أمرهم ما عظم الله، وصاروا سببا لولاة السوء وسدت عليهم أبواب التوبة، واشتملت عليهم النار بما فيها، والله جل ثناؤه بالمرصاد، ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
[11] حدثنا أبو العباس، بإسناده عن أبي خالد الواسطي، قال: لقيت محمد بن عبد الله بن الحسن صلوات الله عليه قبل ظهوره، فقلت له: يا سيدي متى يكون هذا الأمر؟
فقال لي: وما يسرك منه يا أبا خالد؟
فقلت له: يا سيدي وكيف لا أسر بأمر يخزي الله به أعداءه ويظهر به أولياءه.
فقال لي: يا أبا خالد، أنا خارج وأنا مقتول، والله ما يسرني أن الدنيا بأسرها لي عوضا من جهادهم، يا أبا خالد، إن امرأ مؤمنا لا يمسي حزينا ولا يصبح حزينا مما يعاني من أعمالهم إنه لمغبون مفتون.
قال: قلت: ياسيدي والله إن المؤمن لكذلك ولكن كيف بنا ونحن مقهورون مستضعفون خائفون، لانستطيع لهم تغييرا؟
فقال: يا أبا خالد، إذا كنتم كذلك فلا تكونوا لهم جمعا وانفروا من أرضهم.
Sayfa 388