[قدومه طبرستان]
قلت له: ترى أنهما تلاقيا لما قدم طبرستان، قال: لا.
وكذلك حدثني جدي، قال: وقدم يحيى بن الحسين عليه السلام علينا آمل والناصر مع محمد بن زيد في عسكره بجرجان ومعه أبوه، وبعض عمومته والموالي، فنزلوا حجرة بخان العلا، وقد أشار إليها، ونحن نجتاز الخان.
قال: ولم أسمع بلغ من تعظيم بشر لإنسان ما كان من تعظيم أبيه وعمومته له، ما كانوا يخاطبونه إلا بالإمام.
قال: وامتلأ الخان من الناس، وتكاثفت الغاشية حتى كاد السطح يسقط، وعلا صيتة، فكتب إليه الحسن بن هشام من سارية؛ وكان على وزارة محمد بن زيدان هذا مما يوحش ابن عمك.
فقال: ما جئنا ننازعكم أمركم، ولكنا ذكر لنا أن لنا بها أهلا وشيعة، فقلنا: عسى الله أن يفيدهم منا.
فخرجوا مسرعين، وثيابهم عند القصار، وخفافهم عند الأسكاف، وما استرجعوها.
قال: وحملنا إليهم من منازلنا لحما ودجاجا، وشيئا مما يصطبغ به من ما حضرهم، أو غيره، فتناولوا إلا من اللحمان فإنها ردت إلينا كهيئتها، فسألنا بعض الموالي،
فقال: إنه يقول: بلغني أن الغالب على أهل هذه البلد التشبيه والجبر فلم آمن أن يكون من ذبيحتهم، وقد سمعت أن أهلنا بهذا البلد لا يتوقون ذبائحهم، وكان يشدد في الذبائح تأسيا بالقاسم عليه السلام.
Sayfa 508