Afgan Tarihi Üzerine Ek Bilgiler
تتمة البيان في تاريخ الأفغان
Türler
صلى الله عليه وسلم : إنه حقيق بهذا اللقب؛ لأنه من نسل سلاطين بني إسرائيل، وهؤلاء المرسلون قد وافقوا النبي
صلى الله عليه وسلم
في فتح مكة وظهرت عليهم آثار الجلادة في تلك الواقعة، ثم رجع قيس إلى بلاده مصحوبا برفقائه بعد أن دعا النبي - عليه الصلاة والسلام - له بالخير والبركة، وأصحبه أيضا بجماعة من أهل المدينة؛ لتأييده في ترويج أمر الإسلام وإقامة مراسم الدين الحقيقي في جبال «غور» الواقعة في خراسان، وبعد وصول قيس إلى تلك الجهات أفرغ جهده في جلب قلوب أتباعه إلى دين الإسلام، وقد نال مقصده بدخولهم جميعا في هذا الدين، وتوفي قيس في سنة 40 من الهجرة عن سبع وثمانين سنة، وخلف ثلاثة أولاد ذكور، وذهب بعضهم إلى أن نسبه يتصل إلى شاءول، وله جميل ذكر إلى هذا الوقت في بلاد الأفغان، حتى إن أمراءهم يجتهدون في إيصال نسبهم إليه، وللأفغانيين شجرة أنساب يعتمدونها إلى هذا العهد تؤيد هذا الأصل - أعني أنهم من نسل أسباط بني إسرائيل - إلا أنه لا يوجد أدنى مشابهة بين لسان «بشتو» وهو لسان الأفغانيين وبين اللسان العبري أصلا.
نعم، إن اعتقادهم بكونهم من هذا الأصل مع بعد المسافة بين أراضيهم ومقر الإسرئيليين ووجود محل يسمى ب «خيبر» في بلادهم ربما يوجب ظن البعض بصحة هذه الرواية. وقال بعضهم: إنهم طائفة من الأرامنة كانوا ساكنين في «شروان» التي كانت تسمى سابقا «ألپان» بالباء الفارسية، ويؤيد ذلك أن الكنائس الواقعة في «قراباغ» المتاخمة لشروان تسمى إلى هذا العهد «بقندسار»، ويقال لكبير تلك الجهات «أغوانج» ومعنى أغوانج في لغتهم كبير الأغوان، وإن الأرامنة الساكنين في «كنجة» و«روان» و«نخجوان» و«كيلان» يفتخرون بهذا الاسم - أعني «أغوان» ويدعون الأغوانية - فيحتمل أن يكون لفظ أفغان محرفا عن أغوان أو ألبان، وأن يكون رئيس القندسار بعد انتقاله إلى مقامهم الآني وإقامتهم بخطة قندهار سماها بهذا الاسم - أعني قندسار ثم حرف إلى قندهار - ويظهر من أطوارهم أنهم حين مهاجرتهم من أوطانهم الأصلية إلى مستوطناتهم الحالية كانوا متدينين بالديانة النصرانية، ثم أسلموا فيما بعد، وقد يوجد فيهم إلى الآن آثار بعض عادات جدودهم كوضعهم ما يشبه شكل الصليب على أقراص خبزهم.
قول هذا البعض وإن لم يكن خاليا عن الصحة بالمرة، إلا أن تجويزه كون قندهار محرفا عن قندسار يدل على قلة بضاعته في فن التأريخ؛ لأن قندهار من المدن القديمة الشهيرة المذكورة في «مهابران» كتاب ميثولوجيا الهنود، وقال بعضهم: إن هذه الطائفة كانت موجودة بتلك الجبال من عهد قديم على امتيازها على غيرها من الطوائف حتى قال: إنها هي التي حاربت مع إسكندر الرومي، بل كانت في زمن «كشتاسب» وكانت تابعة لولاية «سجستان» تحت حكم رستم المشهور، وكانت تدفع له في كل عام عشرة جلود من جلد البقر باسم الخراج، ثم جاهرته بالعصيان، وامتنعت عن دفع هذا الخراج الجسيم، إلا أنه استظهر عليها، وأرجعها إلى طاعته، والحق أن هذه الأمة من أصل إيراني وأن لسانها مأخوذ من لسان «زندواستا» وهو اللسان الفارسي القديم، وله مشابهة تامة بالفارسية المستعملة الآن، وإن متأخري المؤرخين كفرنسيس لنورمان وغيره يؤيدون هذا الرأي.
الفصل الثالث
في ابتداء سلطنتهم وقيام زعيم منهم بأمر الملك
نشأت هذه الأمة على الجلادة والإقدام فكانت أمة حربية لا تدين لسلطة الأجنبي عليها، حتى أنه في زمن محمود الغزنوي وجنكيز خان التتري وتيمور الكوركان، الذين تمت لهم السلطة عليها، لم تكن تبعيتها لهم خالية من الخطر، وكذلك في عهد انقسام ممالكها بين سلاطين الهند وفارس؛ إذ كانت تتربص بملوكها الشر دائما وتترقب الفرص لإيقاد نار الفتنة، وقد تطاولت أيدي طائفة «الغلجائي» على معسكر محمود الغزنوي ونهبوه، وقد تسلطوا على مدينة «قزنة» زمنا وشكلت طائفة منهم سلطنة في «دهلي» أيضا.
ولما استولى شاه عباس الكبير على بلدة «قندهار» دخلت طائفة الغلجائي و«العبدل» تحت طاعته، ثم جار عليهم الحاكم المتولي من طرفه وعاملهم بالظلم، أرسلوا من طائفة العبدل رجلا يسمى «سدو»؛ ليرفع الشكاية من الحاكم لحضرة الشاه، فلما وصل وعرض الشكاية عليه تعجب الشاه من فصاحته، ولاسترضائه عزل ذلك الحاكم وولاه بدله، فأقام في منصبه بالعدالة وحسن السلوك، حتى جلب قلوب الأفغانيين إليه بحيث رأوا أنه من الواجب أن تكون حكومة الأفغان دائما من ذرية هذا الشخص، وبلغ منهم حسن الاعتقاد فيه إلى حد لو قتل أحد من ذريته أحدا منهم لا يقاصونه، ولو سل أحد سيفا على أحد من نسله كان عقابه القتل، وقد تكون من نسله فصيلة تسمى «سدوزائي» ومنها أحمد شاه على ما سنبينه، وفي زمن شاه سلطان حسين الذي هو آخر سلاطين الصفوية الإيرانية، وقد جلس على كرسي الملك في سنة 1106، حصل العصيان من قبيلة «الغلجائي» القاطنة في مدينة «قندهار» وما يليها، وكلما اجتهدت رجال دولة الشاه في قمعهم لم تزدد نيران الفتنة إلا اشتعالا، فلما أعيتهم الحيل في أمر العصاة أرسلوا إليهم «جرجين خان الكرجي» الذي كان حاكما من طرف الشاه على «كرجستان» وكان قد أظهر العصيان على الشاه إلا أن دولة الشاه استظهرت عليه وقهرته، وبعد وقوعه في قبضتها لم يجد كفارة لذنوبه سوى خلعه للدين المسيحي، ودخوله في الدين المحمدي، وكان معروفا بحسن التدبير وقوة الحزم وثبات الجأش، وجعلوه حاكما على قندهار.
ولما ظن الشاه أن لسلاطين الهند التيموريين يدا في إيقاد الفتنة، أرسل مع جرجين المذكور نحو عشرين ألفا من العساكر الإيرانية وجماعة من الأبطال وذوي الدراية والدربة من أهالي كرجستان احتياطا لكف شر المداخلات الخارجية، فلما وصل هذا الخان بعساكره إلى ضواحي قندهار خرج العصاة وأظهروا الطاعة والانقياد إلا أنه رأى من الواجب عليه إظهار القساوة ومعاملتهم بالخشونة؛ ليذلل بذلك نفوسهم، فلم ير من عزيز إلا وأذله، ولا من قوي إلا وأضعفه، ولا من أمير إلا وأسره، حتى ضاقت صدور القوم عن كتم ما أودعها هذا الوالي من الضجر والغضاضة؛ فبعثوا رسلا وسفراء إلى أصفهان كرسي دولة الشاه ليعرضوا أحوال الأهالي على مسامعه، وحين وصولهم إلى أصفهان بذلوا مجهودهم لنيل ملاقاة الشاه لعرض شكواهم، وبعد أن أعيتهم الحيل لكثرة الحجاب والمناع «الذي هو أساس الظلم في البلاد الشرقية حيث يوجب تطاول أيدي الولاة والمأمورين على حقوق الرعايا كما هو مشاهد الآن في جميع أقطار الشرق» حظوا بملاقاته مرة واحدة، وعرضوا عليه مظالمهم، وكان بمعيته بعض أحباء جرجين خان فألقى إليه: أن شكوى هؤلاء العصاة شكوى الزور والبهتان يرومون التخلص من واليهم صاحب الضبط والربط؛ ليعودوا إلى مثل ما كانوا عليه، فلم يسمعوا من السلطان سوى العتاب فرجعوا إلى بلادهم مصحوبين بالخيبة وبثوا خبر الواقعة في أقوامهم، وكان للولي اطلاع على هذا الأمر بواسطة رقبائه، فأضمر السوء، وأخذ ينتهز الفرص للإيقاع بمن كان له مدخلية في هذا التظلم، خصوصا «ميرويس» المشهور بجلالة النسب، ومكانة الحسب، الذي كان أميرا لقبيلة كبيرة، محافظا على بلدة قندهار، ومعروفا بين الناس بسعة الأخلاق، وفصاحة اللسان، ولين الجانب، وجودة القريحة، وكان ذا وقع في النفوس وتمكن في القلوب، فمد الوالي عليه يد التعدي بعد زمن وأرسله مسلسلا إلى مدينة أصفهان، وكتب إلى أولياء الدولة أن الراحة والطمأنينة لا تستقران في البلاد إلا بحبس هذا الرجل، ومنعه من الرجوع إلى قندهار؛ لأنه مصدر الفساد ومنشأ الفتن.
Bilinmeyen sayfa