45

Lotus Etkisi

تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي

Türler

وعند بيلجريمشتاين تفرق بهما السبيل لتمضي كل واحدة في طريق منزلها. مدت فاندا يدها بالسلام مودعة، وربتت على النتوء المستكين أعلى صدر صديقتها، وقالت: «من الأفضل أن ترفعي سوستة المعطف حتى لا تصاب جوسي بالبرد.»

الفصل السابع عشر

ممرات مختبئة

استيقظت فاندا صباح اليوم التالي بصداع شديد. كان فمها جافا وتشعر بمذاق النيكوتين على لسانها. بدأت فاندا تدخن في صباها واستمرت لعدة أشهر، لكن في وقت ما اشمأزت من رائحة الدخان الكريهة التي كانت تعلق بشعرها وملابسها، فتوقفت ببساطة عن التدخين، بين عشية وضحاها، وكان هذا هو حالها مع كل الأمور الأخرى؛ فكانت تستغني عن تناول الحلوى إن أرادت أن تفقد بعضا من وزنها، كانت تنفصل عن أصدقائها من الرجال حين تستثقل وجودهم في حياتها، وتبتعد عن أسرتها لأنها لم تعد تطيق القرب منهم، وحلت محل صديقتها في العمل بعد أن تركت زابينة وظيفتها بثلاثة أيام فقط. هل أنا باردة المشاعر؟ أم تراني لا أمنح نفسي الوقت الكافي لأشعر بالافتقاد؟ عادة ما كان الخوف أو الغضب هما المحركين لها، وحين تخف هذه المشاعر كانت في حاجة إلى مهام، إلى خطة، مجهودات جديدة، أي شيء من شأنه أن يشغلها حتى تتغلب على الشك الذي يعيقها ويشل حركتها عن مواصلة العمل. أخذت تذكر نفسها أنها يجب ألا تستسلم الآن، خصوصا بعد أحداث الأمس، بعد أن دخلت في قلب المسألة. وحين وصلت الحافلة إلى محطة «لانبيرجيه» كانت خطتها لهذا اليوم واضحة بالفعل في ذهنها. •••

حين دخلت مكتبها وجدت رسالة من طبيب المعهد على جهاز استقبال المكالمات الهاتفية، وطلبت منها مساعدته أن تعاود الاتصال به. لاحقا سأفعل، هكذا فكرت فاندا ثم بدأت مناوشتها الصباحية المعتادة مع الكمبيوتر الخاص بها. نقرت فاندا على لوحة المفاتيح. «كيف سيكون الجو؟» حاولت أن تحصل منه على نبوءة.

فكانت الإجابة التي ظهرت على الشاشة: «يجب عليك ألا تربطي نفسك بتقلبات الطقس.» إجابة تقليدية، فبالتأكيد الإنسان الذي كتب هذا البرنامج يعمل بالتدريس، ووجد هنا أخيرا وسيلة لتسريب فيوض الحكمة المغلفة.

ألحت فاندا: «هلا أجبت سؤالي من فضلك.» «أي سؤال؟» «أعاني صداعا وكأن برأسي قطا.» حاولت الآن فتح موضوع جديد. «القطط لا تحب المطر.»

كانت تشك فاندا أن البرنامج يحاول أن يعلم شيئا مع التسلية. كان يربط بين الموضوعات التي كانت تطرحها، ويجرب فيها إلى أن يخرج شيء ذو معنى. كان يقوده إلى تلك التعليقات أرشيف متكامل من المعلومات والحكم التي سبق تخزينها في ذاكرته الإلكترونية.

صوبت فاندا: «صداع بسبب الإفراط في شرب الكحول.»

جاءتها الإجابة المعجمية: «مستحضر في مجموعة الحيوانات بالمعهد.» «وفي الرأس حين أشرب الكثير من الكايبيرينها؟» «بيرانهاز؟» «لا، كايبيرينها.» «في الأمازون؟» «في هافانا.» «هافانا هي عاصمة كوبا.» «لا، هافانا في ماربورج.» «اختلط الأمر علي» أجاب الكمبيوتر. تعرفت فاندا على هذه الجملة؛ كانت هي من أضافتها من مدة قصيرة حين كانت تلعب بالكلمات، إلا أن البرنامج قد استخدمها في موضع صحيح تماما لدرجة أصابتها بالخوف. لقد أخذ يتحول تدريجيا إلى مرآة تعكس اختياراتها من الكلمات وطرق تفكيرها في الأمور، إنه عمليا يخاطبها بكلامها هي. هل لهذا السبب كانت ترتاح في مثل هذه الحوارات؟ بل وسيتعين علي الآن أن أدعه على حيرته؛ صرت أتصرف بغرابة، فكرت فاندا ثم نقرت زر الدخول على لوحة المفاتيح. رن الهاتف في نفس اللحظة. كان المتصل هو السيدة بونتي. كانت تطلب منها أن تتفضل بالحلول محل الرئيس في محاضرة الساعة العاشرة، فهو قد نسي أن يخبرها بذلك أمس. ستجد الشرائح الخاصة بها على الكمبيوتر العام.

Bilinmeyen sayfa