أو تحولت بنفسها، بحيث زال عنها عنصر الاستقذار، بأن فقدت كل خصائصها الأولى ذات الخبث، واكتسبت خصائص جديدة لها صفة الطهورة، فهل هذا التحول يؤثر في حكمها وتصير المادة المتحولة طاهرة، ولا يلتفت إلى ما كانت عليه قبل الاستحالة، وهذا هو الراجح، لأن الله تعالى إنما حرم الخبائث، وما تحول إلى طاهر لم يعد من الخبائث، قال تعالى: ﴿وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾^(١)، أو لا تكتسب الطهارة بتحولها، ويبقى وصف النجاسة ملازما لها ولو كان ظاهر حالها الطهارة، نظرا لأصلها.

من تطبيقات القاعدة:

1. لبن الحيوان الآكل للنجاسة (الجلالة)، ولحمه وبوله وبيضه وعرقه يكون طاهرا، بناء على أن انقلاب أعراض النجاسة يؤثر في الأحكام.

2. لبن المرأة الشاربة للخمر.

3. الزروع والبقول والثمار تسقى بالنجاسة.

4. عسل النحل الآكلة للعسل المتنجس.

5. ما يتساقط من سقف الحمَّام من بخار، ولا يخلو أصله من أشياء نجسة، وذلك لما يوقد في تسخين مائه من الروّث ودخانه^(٢)، وكذلك قطْرة الحمَام (الطير) وخرءه إذا كان يأكل النجاسة^(٣).

6. الخمر إذا تحول إلى خل، أو تحجر فصار جامدا، وفقد صفة الإسكار.