ووجدته رضي الله عنه قد رتبه على عشرة مجالس لقيام الماتم، لمصاب الغر الميامين من بني هاشم، شهداء كربلاء وأهل (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) (1) وجعلها خاصة بالعشر الاول من شهر محرم الحرام الذي فيه هتكت حرمة الاسلام، وقتلت ذرية سيد الأنام، وجعل لكل يوم من أيامه مجلسا لقواعد الحزن والتعزية مؤسسا.
أثابه الله ثواب الصديقين، وحشره في زمرة أوليائه الطاهرين.
فاستخرت الله سبحانه أن أنسخ على منواله في التصنيف والترتيب، وأقتدي بأفعاله في التأليف والتهذيب، وازين مجالس أهل الإيمان بمناقب سادتهم ومواليهم، واهيج أحزان قلوب أهل العرفان من شيعتهم ومواليهم، واحلي أجياد اللسان العربي بدرر نظمي ونثري، واجدد معاهد الأشجان بنواضح بدائع فكري، ورتبته كترتيبه، وبوبته كتبويبه، لكن لم أقصد ترجمة كلامه، ولا سلكت مسلكه في نثاره ونظامه، وجعلته عشرة مجالس، وسميته ب «تسلية المجالس وزينة المجالس»، ولم اورد فيه من الأحاديث إلا ما صححه علماؤنا، ورجحه أعلامنا، ودونوه في كتبهم، ونقلوه عن أئمتهم.
اللهم اجعلنا من السالكين بقدم الصدق إلى ما أوردوا، والمؤيدين من السنة النبوية لما أيدوا، إنك على كل شيء قدير.
Sayfa 52