Ahlak Metafiziğinin Kuruluşu
تأسيس ميتافيزيقا الأخلاق
Türler
56
جميع المبادئ التي يمكن الإنسان أن يسلم بها من وجهة النظر هذه إما أن تكون مبادئ «تجريبية» أو مبادئ «عقلية»؛ فالمبادئ «الأولى»، المستمدة من مبدأ «السعادة»، تنبني على العاطفة الفزيائية أو العاطفة الأخلاقية، والمبادئ «الثانية»، المستمدة من مبدأ «الكمال»، إما أن تنبني على التصور العقلي للكمال بوصفه نتيجة يمكن أن تترتب عليها،
57
أو على تصور كمال مستقل بذاته (إرادة الله)، بوصفه علة تتولى تعيين إرادتنا.
58
لا تصلح المبادئ التجريبية مطلقا لأن تؤسس عليها القوانين الأخلاقية؛ ذلك لأن طابع الشمول الذي يجعلها صالحة لجميع الكائنات العاقلة بغير تمييز، والضرورة العملية غير المشروطة المفروضة عليها عن هذا الطريق ينتفيان إذا كان مبدؤهما مستمدا من التكوين الخاص بالطبيعة الإنسانية أو من الظروف العارضة التي توجد فيها. ومع ذلك فإن مبدأ «السعادة الخاصة» هو أولى المبادئ بالاستنكار، لا لأنه فاسد فحسب، ولا لأن التجربة تناقض الادعاء الذي يذهب إلى أن الهناء يتناسب دائما مع حسن السلوك، ولا لأنه لا يسهم بشيء في تأسيس الأخلاق؛ إذ إن جعل الإنسان سعيدا أمر يختلف كل الاختلاف عن جعله خيرا، كما أن جعله ذكيا فطنا لمنفعته يختلف تمام الاختلاف عن جعله فاضلا، بل لأنه يقيم الأخلاقية على دوافع تعمل على هدمها والقضاء على ما فيها من سمو وعظمة؛ إذ تضع الدوافع التي تحث على الفضيلة مع الدوافع التي تحرض على الرذيلة في صنف واحد، ولا تزيد على أن تعلم الإنسان كيف يحسن الحساب بينما تقضي للأسف قضاء مبرما على الفارق النوعي بينها. أما الشعور الأخلاقي، هذا الحس الخاص المزعوم
59 ⋆ (مهما بلغ الاحتجاج به ) من السطحية والضحالة، ومهما وجدنا أن أولئك الذين يعجزون عن التفكير يحسبون أنهم يستطيعون أن يلتمسوا العون من العاطفة حتى فيما لا صلة له إلا بالقوانين العامة، وأن العواطف التي تتفاوت بطبيعتها عن بعضها البعض بدرجات لا متناهية لا تمدنا بمعيار واحد نقيس عليه الخير والشر، وأن الذي يحكم شعوره لا يمكنه على الإطلاق أن يصدر حكما يصلح لتطبيقه على الآخرين.
60
نقول إن الشعور الأخلاقي برغم هذا كله أقرب إلى الأخلاقية وإلى ما لهذه الأخلاقية من كرامة لأنه يشرف الفضيلة إذ يضيف إليها الرضا الذي تعطيه والاحترام الذي تحمله لها مباشرة، ولأنه لا يصارحها في وجهها بأن جمالها ليس هو الذي يربطنا بها، بل المنفعة التي ننتظرها من ورائها.
61
Bilinmeyen sayfa