تقول: شممت، بفتح الماضي، ويقولون في المستقبل: أشم، بضم الشين. وهو خطأ. ومصدره: الشم والشميم. وقد يستعار في غير ذلك؛ في كل ما قارب شيئًا، أو دنا منه: قد شامَّه وشَمّه. وفي الحديث؛ أنه قال للخافضة: "أشميه ولا تنهكيه". وفيه أيضًا: "إن الأرواح عند الله تشام، كما تشام الخيل الشمس". ومنه أخذ النحويون إشمام الحرف الحركة.
وكذلك: مصِصت الشيء أمَصّه؛ بكسر الماضي، وفتح المستقبل. والعامة تقول: مصَصت، بفتح الماضي، وتقول: أمُص، بضم المستقبل و[هو خطأ]. ومعناه معروف،/ واضح؛ كمص الرجل الماء بشفتيه عند شربه، والحما [ر بجحفا] ته، والطائر لا يمص، ولا السباع؛ لقصر شفاهها. ومصدره المص كما [في قوله مص الص] بي الثدي. وفي الحديث: "لا تحرم المصة ولا المصتان". واسم فاعله: الماص. والمفعول: الممصوص. ومنه قيل في الشتم: ماص هن أمه. وقد أمصه؛ إذا شتمه بذلك. ومنه سمي المصوص من الطبيخ.
وأما قوله: سفِفت الدواء وغيره أسَفُّه؛ فمعناه أقحمته، أي أكلته شيئًا بعد شيء،
1 / 63