يقضمها، كما يقضم الفحل! ". وفي بعض الحديث: "اخضموا فسنقضم، والموعد الحشر" يقول: كلوا الطيبات اللينة الرخصة، فسنأكل اليابس الصلب. والخضم: أكل الرطب، بجميع الأضراس. وإنما ذكر هذا؛ لأن العامة تقول: قضمت الدابة شعيرها، تقضم، بفتح الثاني من الماضي، وكسره من المستقبل، وهوخطأ، إنما ذلك فعل المطعم للدابة، وهو متعد إلى مفعولين، يقال: قضمتها شعيرها أقضمها إياه، بفتح الماضي وكسر المستقبل. واسم الشعير: القضيم. والعامة تقول: أقضمتها، بالألف، وهو خطأ. فأما فعل الدابة، فالصواب فيه: قضمت تقضم، بكسر الماضي، وفتح المستقبل. وقد مضى قياس ذلك وعلته.
وكذلك: بلعت الطعام والشراب أبلعه: أي أدخلته حلقي وجوفي، وهو معروف المعنى. ومصدره: البلع. يقال: ابتلعته ابتلاعًا. ومنه سميت بالوعة الدار؛ لأنها تبلع المياه، على فاعولة، وبلوعة، على فعولة. وهي البواليع والبلاليع وقد يستعار في غير ذلك، فيقال: أبلعني ريقي: أي أمهلني، حتى أقول وأفعل. وإنما ذكره؛ لأن العامة تفتح ماضيه ومستقبله، وهو خط، وإنما ماضيه، بالكسر لا غير، مثل طعمت أطعم.
وأما قوله: سرطته أسرطته؛ فمعناه كمعنى بلعته، إلا أنه في الطعام اللين اللزلج خاصة ولا يقال في الشراب/ وكل ما نزل في الحلق بسهولة وسرعة وبلع كله بمرة،
1 / 59