فجنت كما جن الظلام وأفرغت ... (١) علينا كإفراغ الدلاء الحوافل
أطلت غديرًا في الهواء كأنه ... هو البحر يجري بالسفين الحوامل
فلو أنها صبت جميعًا لغرقت ... ولكنما (٢) أرواحها كالمناخل
كأن غدير الماء بين حبابه ... وبين (٣) شخوصٍ قمن مثل الأنامل
مسامير (٤) در تعتلي برءوسها ... مرارًا، وطورًا تعتلي بالأسافل - ٥٠ -
وقال المهند
وسارية طوع إعصارها ... محملة ثقل أوقارها
مخايلها (٥) بالحيا جمة ... فإظهارها مثل إضمارها
طوت صفة (٦) الأرض أحشاؤها ... كطي الجفون لأبصارها
نأى غيمها ودنا غيثها ... دنو الشموس بأنوارها
_________
(١) الحوافل: الممتلئة.
(٢) ص: ولكنها.
(٣) سرور: وفيه.
(٤) ص: تبر.
(٥) ص: محايلها.
(٦) ص: صعة، وقرئت في ح " ضيعة " ولا معنى له.
1 / 44