وبعد ما يزيد على قرن من الزمان نجد أندلسيًا آخر يعود إلى موضوع التشبيهات فيفرد فيه كتابًا خاصًا، ذلك هو أبو عامر السالمي محمد بن أحمد ابن عامر (المتوفى سنة ٥٥٩) صاحب المؤلفات الكثيرة المفيدة، وكان أديبًا فصيحًا تاريخيًا حافظًا، ومؤلفه الذي أشير إليه هو " كتاب حلية اللسان وبغية الإنسان في الأوصاف والتشبيهات والأشعار السائرات " (١) ولا نعلم إن كان هذا الكتاب خاصًا بتشبيهات الأندلسيين أو أنه في التشبيهات عامة.
٥ -؟ نسخة التشبيهات والمنهج في التحقيق:
هي نسخة وحيدة لا أعرف لها ثانية محفوظة بمكتبة إسماعيل صائب بأنقرة تحت رقم ٤٦٠٢، وقد أهداني فيلمًا صغيرًا منها (ميكروفيلم) صديقي العالم المحقق الأستاذ محمد بن تاويت الطنجي، فظهور هذا الكتاب محققًا إنما يعزى إلى فضله قبل كل شيء، فله الشكر على ما أسدى، حفظه الله ورعاه.
وتقع هذه النسخة حسب ترقيم صفحاتها في ٢٠١ صفحة، في كل صفحة ١٥ سطرًا، وهي مكتوبة بخط مشرقي مشكول، ولكن فيها أخطاء نسخية كثيرة، واضطراب في الإعجام، أو عدم التقيد به أحيانًا، كما أن الشكل فيها يشذ عن الصواب في كثير من المواضع.
والكتاب حسب تقسيمات الأصل في ثلاثة أجزاء تضم كلها مقطعات لواحد وتسعين شاعرًا؛ ويبدو أن الكتاب كان ضمن مجموعة من الكتب، إذ كتب على الورقة الأولى منه:
١ - يتلوه جزء من أجناس التجنيس لأبي منصور الثعالبي.
٢ -؟ [...] اختيارات في التجنيس من لمح الملح للشيخ أبي الحسن علي بن أبي الغنائم المصري، رحمة الله عليهما.
_________
(١) الذيل والتكملة ٦: ٨.
1 / 19