2

Nazarla Tasdik

التصديق بالنظر إلى الله تعالى في الآخرة

أما بعد فإن الله جل ذكره وتقدست أسماؤه خلق الخلق كما أراد لما أراد فجعلهم شقيا وسعيدا فأما اهل الشقوة فكفروا بالله العظيم وعبدوا غيره وعصوا رسوله وجحدوا كتبه فأماتهم على ذلك فهم في قبورهم يعذبون وفي القيامة عن النظر إلى الله محجوبون وإلى جهنم وارادون وفي أنواع العذاب يتقلبون وللشياطين مقارنون وهم فيها أبدا خالدون

وأما أهل السعادة فهم الذين سبقت لهم من الله الحسنى فآمنوا بالله وحده ولم يشركوا به شيئا وصدقوا القول بالعمل فأماتهم الله على ذلك فهم في قبورهم ينعمون وعند المحشر ينشرون وفي الموقف إلى الله عز وجل بأعينهم ينظرون وإلى الجنة بعد ذلك وافدون وفي نعيمها يتفكهون وللحور العين يعانقون والولدان لهم يخدمون وفي جوار مولاهم الكريم أبدا خالدون ولربهم عز وجل في داره زائرون وبالنظر إلى وجهه الكريم يتلذذون وله مكلمون وبالتحية لهم من الله عز وجل والسلام منه عليهم يكرمون ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم

قال محمد بن الحسين فإن اعترض جاهل ممن لا علم له أو بعض هؤلاء الجهمية الذين لم يوفقوا للرشاد ولعب بهم الشيطان وحرموا التوفيق

فقال والمؤمنون يرون الله عز وجل يوم القيامة

قيل له نعم والحمد لله على ذلك

فإن قال الجهمي أنا لا أؤمن بهذا

قيل له كفرت بالله العظيم

فإن قال وما الحجة

Sayfa 28