İslam Tasavvufu Edebiyat ve Ahlak
التصوف الإسلامي في الأدب والأخلاق
Türler
والواقع أيضا أن الحلاج أحب الله إلى حد الفناء، وقصته في حب الله قصة محزنة، فقد تنقل المسكين من أرض إلى أرض، وتشكل في مظهره ومخبره أشكالا مختلفات؛ فكان له في كل أرض حال، ومع كل قوم رأي، ولقي في سبيل محبوبه أفظع ضروب الشقاء.
قضى السنين الطوال وهو يشاهد طيف الحبيب، الحبيب الممنوع الذي يراه في كل موجود، ولا يظفر منه بشيء غير الوجد والحنين.
كان المسكين يحب حبيبا لا يدرك ولا ينال، كان يحب النور الذي يغشي الأبصار والقلوب، كان يحب الله، والله أكبر من أن يحب؛ لأنه فوق الأوهام والظنون.
وقد طالت محنة الحلاج في هواه، وظل يعاني ملامة العذال حتى استهدف للقتل.
ولما حكم بإهدار دمه آثر الاستخفاء، عساه يظفر بمناجاة حبيبه بضع سنين، ولقيه بعض أصفيائه وهو مستخف فبكى وأنشأ يقول:
متى سهرت عيني لغيرك أو بكت
فلا بلغت ما أملت وتمنت
وإن أضمرت نفسي سواك فلا رعت
رياض المنى من وجنتيك وجنت
إن قصة الحلاج مع ربه قصة نادرة الأمثال، وهي تغزو القلب بالحزن، والعيون بالدمع، وتفهم من لا يفهم أن الحب لا يعرف اللعب ولا المزاح.
Bilinmeyen sayfa