İslam Tasavvufu ve İmam Şa'rani
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
Türler
ومن هنا كان النكاح - كما يقول الشعراني - عبادة، بل النكاح عنده أعظم النوافل التي تدني الإنسان من ربه، وتهيئه لتلقي العلم اللدني.
والزهد عند الكمل - كما يقول الشعراني - لا يكون عن خلو اليد من متاع الدنيا، وإنما يكون بخلو القلب مع امتلاء اليد، وكمال المقام في زهد القلب لا يتحقق بغير الزهد فيما يملك الإنسان التصرف فيه من غير مانع. أما الزهد مع خلو اليد، فربما كان مصدره الإملاق؛ ولهذا قيل شرط الداعي إلى الله ألا يكون كامل التجرد من دنياه.
وهذا بالإضافة إلى أن مثل هذا الإملاق يحوج صاحبه إلى سؤال الناس بالحال أو بالمقال، وبهذا يهون في نفوسهم أمره، ويضعف عندهم تأثير تعاليمه، وعلى الضد من ذلك إن كان صاحب مال يفيض عن حياته، فينفق منه على مريديه وغيرهم من المحتاجين.
2
وتلك رحابة أفق من الشعراني في فهم الدنيا، وتصور رسالة العابد الزاهد فيها قلما نجد لها مثيلا في تفكير رجال الدين.
ذلك موقف الشعراني من أدعياء التصوف، وليس معنى هذا أن هؤلاء الأدعياء وهم قوة ضخمة فعالة في المجتمع المصري قد استكانوا لحملة الشعراني، وألقوا السلاح أمامها بغير حرب ولا قتال.
لقد هاجموا الشعراني بكل سلاح، واعتدوا عليه، وتربصوا به الدوائر، وملئوا الدنيا هتافا وصياحا بالتشهير به، والحملة عليه، بل أرصدوا له من يقتله غيلة وغدرا.
وقد أشار المناوي والشبلي إلى التعاون الذي قام سرا بين هؤلاء المتصوفة وبين الفقهاء ضد الشعراني، في مؤامرة الأزهر الكبرى، التي اتهم فيها الشعراني بالكفر، كما سيأتي بيانه عند الحديث عن صراعه مع الفقهاء.
ولقد تحطمت حملات أدعياء التصوف على الشعراني؛ لأنها صادفت لدى الشعراني قوة إيمانية لا تغالب، وقوة علمية لا تصاول، وقوة نفسية لا تسمو إليها الأحداث، حتى ليهتف الشعراني واثقا بنفسه: «اللهم افضحنا ولا تسترنا حتى يتميز الخبيث من الطيب.» وهي كلمة لا يجرؤ على قولها إلا رجل أي رجل.
رجل يعلم ما هو عمله، وما هي مكانته. وإنه عمل لا تلحق به الشوائب، وإنها مكانة لا تدنو منها الشبهات.
Bilinmeyen sayfa