İslam Tasavvufu ve İmam Şa'rani
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
Türler
ولقد أرخ الشعراني لنفسه في كتابه المنن، فلنتركه يحدثنا عن نسبه: «أحمد الله تعالى حيث جعلني من أبناء الملوك
1
فإني - بحمد الله تعالى - عبد الوهاب بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن محمد بن زوفا بن الشيخ موسى، المكنى في بلاد البهنسا بأبي العمران، جدي السادس ابن السلطان أحمد ابن السلطان سعيد ابن السلطان فاشين ابن السلطان محيا ابن السلطان زوفا ابن السلطان ريان ابن السلطان محمد بن موسى ابن السيد محمد ابن الحنفية ابن الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه.
وكان جدي السابع الذي هو السلطان أحمد
2
سلطانا بمدينة تلمسان في عصر الشيخ أبي مدين المغربي، ولما اجتمع به جدي موسى قال له الشيخ أبو مدين: لمن تنتسب؟ قال: والدي السلطان أحمد، فقال له: إنما عنيت نسبك من جهة الشرف، فقال: أنتسب إلى السيد محمد ابن الحنفية، فقال له: ملك وشرف وفقر - أي تصوف - لا يجتمعن، فقال: يا سيدي، قد خلعت ما عدا الفقر، فرباه، فلما كمل في الطريق أمره بالسفر إلى صعيد مصر، وقال له: اسكن بناحية «هو»
3
فإن بها قبرك، فكان الأمر كما قال.»
وإذن فالشعراني يقرر أن جده موسى قد حضر إلى مصر بإشارة صوفية من الإمام أبي مدين؛ ليتولى تربية المريدين والسالكين، ويقيم للإيمان دولة على ضفاف النيل، مؤثرا طريق الله ومجاهداته على نعيم الملك وأمجاده.
وهذا الأمر نهج صوفي نعرفه من تاريخ التصوف، فالمتصوفة يعتبرون أنفسهم المدرسة الإسلامية الكبرى التي تهيمن وتشرف على القلوب المحمدية، وتهيمن وتشرف وتسأل أيضا عن النهضة الإسلامية والعبادات الربانية. ينظر المتصوفة إلى العالم الإسلامي على اعتباره أمة واحدة، هم رأسه المفكر وقلبه النابض؛ ولهذا درج كبار المتصوفة على تربية أفذاذ الرجال، حتى إذا كملوا وأعدوا بعثوا بهم إلى المراكز الإسلامية التي تحتاج إليهم دعاة وهداة.
Bilinmeyen sayfa