İslam Tasavvufu ve İmam Şa'rani
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
Türler
ويحدثنا الشعراني عن نفسه بأنه كان لا يقبل مالا أو هدية من حاكم، فإذا ألحوا عليه تقبل المال بيده، وطوح به على مرأى منهم ومشهد من الناس.
بل لقد رفض أن يلتمس له أحد الوزراء معونة الخليفة في تركيا، وكانت في ذلك الوقت شرفا أي شرف، وأملا أي أمل.
وكان الشعراني في تواضعه يتكبر على المتكبرين، ويتعالى على هؤلاء الجبارين؛ ليحفظ كرامة إيمانه، وكرامة شخصه، وكرامة وطنه.
قال له الوزير الأعظم، علي باشا، عندما عزم على الرحيل إلى تركيا: إننا مقربون إلى الخليفة؛ فهل لك حاجة عنده؟ فأجابه الشعراني في عزة المؤمن: ألك حاجة عند الله؟ إننا مقربون إلى حضرته.
وبتلك العزة الإيمانية يرى الشعراني أن الملوك في طاعته؛ لأنه في طاعة الله، وفي مصالح عباده، يقول الشعراني: «تشفعت عند السلطان الغوري، والسلطان طومان باي، وخاير بك، وغيرهم من باشوات مصر، فقبلوا شفاعتي، وذلك معدود من جملة طاعة الملوك لي.»
4
وبتلك العزة الإيمانية غدا الشعراني المحامي الأول عن الشعب المصري، أو كما يقول: «ومما من الله به علي كثرة قبول شفاعتي عند الأمراء، ولا أعلم الآن أحدا في مصر أكثر مني شفاعة عند الولاة، فربما يفنى الدست الورق في مراسلاتهم في حوائج الناس في أقل من شهر.»
وارتفعت مكانة الشعراني بدفاعه عن الشعب، وبإيمان الملوك والوزراء بأنه رجل فوق الإغراء، وفوق المادة، وفوق وظائفهم، وفوق ما يستعبدون به الناس، وقد امتحنوه سرا وجهرا، فأرسلوا له الأموال والخيرات، فردها عليهم، فأعادوها سرا ، فازداد اعتصاما وإصرارا.
وعرضوا عليه الوظائف والهبات من الخليفة، فأبى أن يأخذ مالا من حاكم، أو حتى أن يأكل من طعامه؛ لأن في ذلك ما يخدش عقيدته، وما يخدش رسالته.
وطارت شهرة للشعراني بأنه رجل كرامات وآيات، وأن من يعصي له أمرا ينكب في ماله، أو جاهه، أو حياته.
Bilinmeyen sayfa