Tasavvuf: İslam'da Ruhani Bir Devrim
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
Türler
وبين كتابي أثولوجيا أرسطاطاليس والإيضاح في الخير المحض مشابهة كبيرة، لا في المادة فحسب بل في الأسلوب والاصطلاحات، مما حمل بعض النقاد على القول بأن الكتابين صدرا عن قلم واحد.
الثالث:
هو الكتابات التي كتبها كاهن سوري مجهول الاسم من تلامذة استيفن بارصديلي (من رجال القرن الخامس الميلادي)، وقد نسبت خطأ إلى المدعو ديونسيوس الأريوباغي أحد الذين تنصروا على يد القديس بولص، ولكن هذا المدعو ديونسيوس الأريوباغي لم يكن إلا كاهنا سوريا أخفى اسمه لأمر ما، وعنوان الكتابات «الله المقدس»، والمعروف أنها ترجمت فور ظهورها مباشرة إلى اللغة السريانية، ثم إلى اللغة اللاتينية سنة 850 على يد سكوتس إريجينا، وأنه لم ينته القرن التاسع الميلادي (الثالث الهجري) حتى كانت معروفة في العالم المسيحي من ضفاف دجلة إلى المحيط الأطلنطي.
كان لهذه الكتابات تأثيرها في التصوف المسيحي ثم في التصوف الإسلامي من ناحية أنها تؤكد الجانب الإلهي لا في المسيح وحده بل في الإنسان من حيث هو إنسان، وخلاصة الفكرة الرئيسية فيها أن طبيعة الإنسان والطبيعة الإلهية موجودتان في كل إنسان، وأن الحياة الدنيا (حياة البدن ) ليست سوى صورة من الحياة الإلهية العليا، وأن مصير الإنسان إلى الله، ولا وسيلة للاتصال بالله إلا برياضة النفس وتصفيتها ومعالجة الأحوال الصوفية، بل لا وسيلة لمعرفة الله إلا بها، وإذن لا مجال للقول بالثالوث المسيحي ولا بالمعصية ولا بالكفارة من الذنوب.
وليس «الحلول» على هذه النظرية سوى صورة من صور اتحاد اللاهوت بالناسوت. كل شيء فيض من الله أو تجل له، وليس شوق الإنسان إلى الله إلا علامة حنين النفس إلى الرجوع إليه، فإن كل شيء منه وإليه.
كانت هذه تعاليم الكنيسة الشرقية، وكان لها صداها في الفكر الإنساني عامة، وفي التصوف الإسلامي بوجه خاص. فليس كلام الصوفية في الفيض الإلهي والتجليات، وقولهم في الله أنه الأول والآخر والظاهر والباطن - بالمعنى الفلسفي - إلا صدى لبعض المعاني السالفة الذكر. (4) المصدر الرابع: التصوف الهندي
أشرنا فيما مضى إلى رأي من يقول إن الفناء الصوفي نوع من النرفانا الهندية، ورفضنا هذا الرأي على أساس أن النرفانا ظاهرة سلبية محضة وفكرة متفرعة عن مذهب تشاؤمي شامل، في حين أن «الفناء» الصوفي له ناحيته الإيجابية كما أن له ناحيته السلبية، وأنه لا دخل له في فلسفة تشاؤمية في طبيعة الوجود، ومع ذلك فقد كان للتصوف الهندي أثره في بعض نواحي التصوف الإسلامي لا سيما ما يتصل منها بالطقوس الدينية والرياضات الروحية وأساليب مجاهدة النفس.
وقد شقت الثقافة الهندية طريقها إلى بلاد الفرس وبلاد غربي آسيا مما يلي الحدود الهندية قبل الفتح الإسلامي للهند بنحو ألف عام؛ أي قبل فتحها على يد السلطان محمود الغزنوي المتوفى سنة 421ه، والدليل على ذلك أن مدينة بلخ كانت قبل الفتح الإسلامي بقرون من أهم مراكز التصوف البوذي ومركزا لكثير من الأديرة القديمة، وقد استمرت شهرة هذه المدينة وسمعتها الصوفية بعد الإسلام ونشأ فيها عدد كبير من أوائل المتصوفة؛ منهم: إبراهيم بن أدهم الذي قال فيه الأستاذ جولد زيهر أن قصته حيكت على مثال قصة بوذا، وشقيق البلخي وأبو حامد بن خضرويه من مشايخ خراسان، ومن الذين كان للتصوف الهندي أثر فيهم من غير شك أبو يزيد البسطامي الذي يقول عن نفسه أنه تلقى طريقته عن أبي علي السندي الذي كان يعلمه الطريقة الهندية المعروفة بمراقبة الأنفاس.
6 (5) المصدر الخامس: المسيحية
ذكرنا ما فيه الكفاية عن صلة الزهد في الإسلام بالرهبنة المسيحية وأشرنا إلى الفوارق الأساسية بينهما، كما بينا أن الذي كان له شيء من التأثير في الزهد الإسلامي هو الرهبنة المسيحية لا الدين المسيحي من حيث هو دين. أما التصوف الإسلامي فقد كان لبعض العقائد المسيحية أثر فيه، فقد قال بعض الصوفية بالحلول بالمعنى المسيحي كالحسين بن منصور الحلاج الذي يقول:
Bilinmeyen sayfa