Tasavvuf: İslam'da Ruhani Bir Devrim

Ebu Cala Cafifi d. 1385 AH
171

Tasavvuf: İslam'da Ruhani Bir Devrim

التصوف: الثورة الروحية في الإسلام

Türler

أما الإقلاع عن لبس الخرقة من حيث هي مظهر من مظاهر الادعاء والرياء فيدل عليه ما جرى من حديث بين حمدون القصار المؤسس الأول لمذهب الملامتية، ونوح العيار أحد المعروفين بالفتوة بنيسابور، وهو الحديث الذي ذكره الهجويري وفريد الدين العطار.

13

قال حمدون: كنت أسير يوما في حي من نيسابور فلقيت نوحا العيار أحد المعروفين بالفتوة، وكان على رأس الشطار بنيسابور، فقلت له: يا نوح، ما الفتوة؟ فقال: فتوتي أم فتوتك؟ فقلت: صف الاثنين، فقال: «أخلع القباء وألبس الخرقة وأفعل الأفعال التي تليق بهذا الثوب لعلي أصبح صوفيا، وأقلع عن المعاصي لما أشعر به من الحياء من الله، ولكنك تخلق الخرقة لكيلا يخدعك الناس وينخدعوا بك. ففتوتي في اتباع ظاهر الشرع، أما فتوتك ففي تلبية نداء القلب.» في هذه العبارة القصيرة لخص نوح الفرق الجوهري بين أسلوب الملامتية وأسلوب الصوفية في فهم الحياة الدينية في مظرها وحقيقتها، وإذا كان للخرقة معنى فوق كونها شعارا للورع والزهد والتقوى، فهو أنها تذكر صاحبها بمنزلته من الله وتحول بينه وبين إتيان ما لا يليق بها من الأفعال وتحمله على فعل ما يتمشى مع ظاهر الشرع، وهذا لا شك باعث خارجي على الطاعة. أما الملامتي الذي لا يلبس الخرقة فهو في غنى عن هذا الباعث لأن باعثه الحقيقي على الطاعة هو نداء القلب. •••

أما من الأحوال فسنكتفي بذكر مثال واحد، هو اختلافهم في: (1-3) السكر والصحو

والسكر والصحو من أظهر الأحوال الصوفية وأخصها، وقد اختلف المشايخ في أيهما أفضل وأليق بالصوفي، وظهر هذا الخلاف في موقف أبي يزيد البسطامي وأتباعه من جانب، وأبي القاسم الجنيد وأصحابه من جانب آخر، وكان أبو يزيد من الصوفية الذين غلبت عليهم أحوال الجذب والوجد واختطفوا عن أنفسهم بالكلية؛ ولذا فاضت الأقوال المأثورة عنه بالتعبير عن الفناء والغيبة والسكر ونحو ذلك مما يشير إلى أنه كان في أغلب أحواله مأخوذا مشغولا عن نفسه وعن كل ما سوى الله بالله وحده، وقد أشرنا إلى الكثير من أقواله في كلامنا عن الفناء.

يعرف القشيري «السكر» بأنه «غيبة بوارد قوي»،

14

ويأتي هذا الوارد عندما يتجلى الحق للعبد بصفة من صفات جماله فيقع العبد في حالة أشبه ما تكون بحال السكر: يفقد فيها وعيه بذاته وبالعالم حوله وينحصر فيها وعيه في الله وحده من غير إحاطة ولا شمول ولا تحديد بكيفية زمانية أو مكانية، بل باستغراق كلي للمتناهي في اللامتناهي، وشعور غامر بوحدة الذات والموضوع، وهذا في نظر الصوفية هو «الصعق» الذي أشار إليه القرآن في قوله تعالى:

فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا ،

15

Bilinmeyen sayfa