Arap Dünyasında Çeviri: Gerçekler ve Zorluklar - Açık İstatistiksel Karşılaştırma Işığında

Şevki Celal d. 1450 AH
154

Arap Dünyasında Çeviri: Gerçekler ve Zorluklar - Açık İstatistiksel Karşılaştırma Işığında

الترجمة في العالم العربي: الواقع والتحدي: في ضوء مقارنة إحصائية واضحة الدلالة

Türler

ليست الترجمة نقل معارف فحسب، بل الترجمة تواصل حر بين الحضارات. ولا يكون هذا التواصل مثمرا إلا حين تؤرقنا روح المغامرة الإنسانية التي يزكيها نهم معرفي لاستيعاب إنجازات وفتوحات العلم المرتكز على عبقرية الإنسان من أجل تغيير الواقع؛ واقعنا الثقافي والبناء الاجتماعي لحاجتنا الملحة إلى ذلك؛ وبذا نكون بنائين للحضارة عن وعي وعقلانية. إننا قد ننقل النظريات أو المصطلحات، ولكن يظل حديثنا بها رطانا؛ لأننا لا نستطيع أن ننقل الرأس المبدع، ولا حياة النشاط الاجتماعي الإنتاجي الخالق لها. وقد نستورد نظريات ومناهج التعليم، ولكننا لا نستطيع أن نستورد الشغف بالعلم، والنهج المعرفي؛ أي روح التعليم ذاته .

المترجم العربي، الحقوق والدور الاجتماعي

قضية المترجم لها أكثر من زاوية؛ الكفاءة اللغوية والثقافية، وكذا الحقوق، وأيضا المترجم والدور الاجتماعي.

أما من حيث الكفاءة والأهلية لأداء الدور فهذه مسألة إعداد وتنشئة اجتماعية في الأسرة والمدرسة والمجتمع بعامة. وإذا ألقينا نظرة على هذه العناصر الثلاثة (الأسرة، المدرسة، المجتمع) في واقعنا الراهن نجدها جميعا لا تسهم في إعداد مترجم؛ ذلك أن المترجم ليس هدفا من أهداف المجتمع، ولا محط طموح. ويكفي أن أقول: إنه حين تقرر منذ بضعة عقود أن ينتقل التلميذ من صف دراسي إلى الصف التالي، على الرغم من رسوبه في مادتين، فإن التلاميذ وأسرهم حرصوا على الشكل وهو عبور المراحل، واختاروا الرسوب في مادتين أساسيتين هما: اللغة الأجنبية والرياضيات. أي تخرجت أجيال عازفة عن اللغة الأجنبية وعن التفكير الرياضي، ومقطوعة الصلة بالثقافة العالمية، وبأساس مهم من أسس الفكر العصري وهو الرياضيات.

واقترن هذا - للأسف - بشيوع الأمية الثقافية؛ إذ لم تعد الحياة مع حضارة العصر فكرا وثقافة وعقلا معيارا أو قيمة أو هدفا؛ لذلك ليس غريبا ألا نجد جيلا جديدا من المترجمين الأكفاء، وهو ما يؤكد تعطل نشاط أساسي للمجتمع هو نشاط الترجمة كحلقة وصل وتفاعل مع العالم المتقدم، وأداة حوار حضاري عصري. أعني أن المجتمع بسياسته هذه عطل الدور الاجتماعي للمترجم، وهو أساسي تحرص عليه جميع المجتمعات التي عقدت العزم على النهوض، وتحرص على استيعاب علوم العصر.

ودور المترجم رهين تفهم المجتمع لحاجته إلى المعرفة دون حدود، وحاجته إلى التفاعل الفكري (العلمي النظري والتطبيقي والثقافي بعامة) مع حضارات الأمم، واكتساب أسس النهوض والتقدم، وصولا إلى مستوى العطاء والإبداع. إن المترجم هو منفذ المجتمع للانفتاح على ثقافات الآخرين، ومن ثم التحرر من نير الانغلاق والتقوقع داخل شرنقة ثقافات الأنا المهيضة، بل وحفزنا على النفاذ بفكرنا في دائرة فكر الآخر.

وحيث إن دور المترجم هو دور اجتماعي بامتياز، وإن الترجمة بهذا المعنى نشاط اجتماعي هادف، فإن إعداد المترجم وظيفة اجتماعية أولى بالرعاية. وها هنا يكون الإعداد والدور عملين متطابقين يكمل أحدهما الآخر؛ فالإعداد حق للمترجم على المجتمع وعلى نفسه، والدور حق للمجتمع على المترجم. ونذكر من عناصر التكوين الاجتماعي والذاتي السليم للمترجم كي يقوم بدوره على خير وجه: (1)

التكوين الثقافي الموسوعي؛ أي التوفر على ثقافة موسوعية تعزز وتكمل تخصصه العلمي. (2)

إجادة لغتين على الأقل، اللغة التي يترجم إليها، واللغة التي يترجم عنها، واستيعاب قواعدهما وأدواتهما اللغوية والمنطقية؛ الأمر الذي يعينه على فهم أسرار اللغة وصياغة اللفظ وتوليد المصطلح. (3)

النهم المعرفي والتجدد الثقافي؛ بحيث يكون متابعا لكل جديد؛ وبهذا لا يكون مجرد ناقل أو وسيط، بل يكون مبدعا في أدائه وإضافاته وتعليقاته، فضلا عن الإحاطة بالسياق الفكري العام والسياق التاريخي للنص الذي يعكف على ترجمته. وهكذا تكون الترجمة إبداعا، وصياغتها باللغة الأم دقيقة في التعبير، واضحة، يسيرة الفهم. (4)

Bilinmeyen sayfa