İhvan-ı Safa Yolu: İslami Gnostisizme Giriş
طريق إخوان الصفا: المدخل إلى الغنوصية الإسلامية
Türler
فهكذا إذا سمعوا ذكر الجنة ونعيمها وسرور أهلها ولذاتهم، فلا يتصورونها إلا أمورا جسمانية، شبه بساتين فيها أشجار وعليها ثمار، وقصور بينها أنهار، وفي تلك القصور حور وغلمان وولدان مردان على أمثال أبناء الدنيا ونعيم أهلها. وإذا سمعوا بأن أهل الجنة في جوار الرحمن حيث قال:
في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
27
وأنهم يزورون رب العالمين فيرونه وينظرون إليه، كما قال تعالى:
وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة
28
وأن الملائكة يزورونهم بالهدايا والتحف، كما قال تعالى: ... والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ،
29
وما شاكل هذا من وصف أهل الجنة من شرب الشراب أو مباشرة مع الأبكار، وأنهم أحياء لا يموتون، وشبان لا يهرمون، وأصحاء لا يمرضون ... وما شاكل هذه من الصفات ... فإذا فكروا فيها تحيروا أيضا في الجنة وما خبرت به الأنبياء، عليهم السلام، من وصف الجنان ونعيم أهلها وحالاتهم، وما يقصر الوصف عنها. فإذا ذهب عليهم معرفتها وتغطى عليهم علمها، أنكروها بقلوبهم ... فهذا هو حقيقة الكفر والضلال والجهالة وعمى البصر؛ لأن هؤلاء لا يؤمنون إلا بظواهر الآيات والأخبار ...
ثم اعلم وتيقن ولا تشك في أن جهنم هي عالم الكون والفساد الذي هو دون فلك القمر، وأن الجنة هي عالم الأرواح وسعة السماوات، وأن أهل جهنم هم النفوس المتعلقة بأجساد الحيوانات [= الأحياء] التي تنالها الآلام والأوجاع دون سائر الموجودات التي في العالم، وأن أهل الجنة هي النفوس الملكية التي في عالم الأفلاك وسعة السماوات في روح وريحان، البريئة من الأوجاع والآلام. والدليل على ذلك قوله تعالى:
Bilinmeyen sayfa