İhvan-ı Safa Yolu: İslami Gnostisizme Giriş
طريق إخوان الصفا: المدخل إلى الغنوصية الإسلامية
Türler
اعلم يا أخي، أيدك الله وإيانا بروح منه، أن من أفضل مناقب العقلاء كثرة العلوم والمعارف؛ وأن من أشرف العلوم وأجل المعارف التي يبلغها العقلاء العلماء، ويهدي الله أولياءه إليها من المؤمنين المصدقين ويكرمهم بها، [هو] علم البعث، ومعرفة حقيقة القيامة وكيفية تصاريف أحوالها. وقد ذكر الله سبحانه في القرآن تصاريف أحوالها في نحو من ألف وسبعمائة آية، وأشار إليها بأوصاف شتى وإشارات مفننة، مثل قوله تعالى يوم القيامة: «ويوم يبعثون» «ويوم الدين» «ويوم الفصل» «ويوم التغابن» ... وما شاكل هذه الأوصاف والإشارات التي قد تاهت عقول أكثر العلماء في طلب حقائقها وتصور كيفياتها بكنه صفاتها، ولا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم من أولياء الله وأصفيائه الذين يقولون: ... كل من عند ربنا ...
14 ... ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ...
15 ... فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول ...
16 ... وهم من خشيته مشفقون
17 ...
ونريد أن نلوح من هذا السر طرفا، ونشير إليه إشارة ما؛ إذ لا يجوز التصريح به، اقتداء بسنة الله عز وجل: ... والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
18
وقال عليه السلام: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون. إشارة إلى مثل هؤلاء القوم الذين هم ظالم لنفسه.
واعلم يا أخي، أيدك الله وإيانا بروح منه، أنه لما كان العقلاء متفاوتي الدرجات في ذكاء نفوسهم وصفاء أذهانهم وجودة تمييزهم، صاروا أيضا متفاوتي الدرجات في العلوم والمعارف. ولما كان الأمر كما وصفنا، لم يكن [لهم] أن يخاطبوا بصريح الحقائق خطابا واحدا، إلا بألفاظ مشتركة المعاني، ليحمل كل ذي لب وعقل وتمييز بحسب طاقته واتساعه في المعارف والعلوم، كما ذكر الله، جل ثناؤه، بقوله على سبيل المثال:
أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها ...
Bilinmeyen sayfa