İhvan-ı Safa Yolu: İslami Gnostisizme Giriş
طريق إخوان الصفا: المدخل إلى الغنوصية الإسلامية
Türler
10
فقال الله تعالى: ... ما لهم بذلك من علم ...
11
لأنهم لو سئلوا ما الدهر، لعجزوا عما هو الدهر في البيان، وما دروا ما الدهر.
واعلم يا أخي أن المقرين بالآخرة طائفتان من الناس: إحداهما الذين يقرون بها بألسنتهم من غير تصور منهم لها بقلوبهم، ولا معرفة بحقيقتها بعقولهم؛ فإقرارهم إيمان يسلم لقول الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام، وتقليد لهم فيما يقولون ويخبرونهم عنها. والطائفة الأخرى الذين هم مع إقرارهم بها وتصديقهم للأنبياء عليهم الصلاة والسلام، متصورون لها بقلوبهم عارفون حقيقتها بعقولهم. وقد مدح الله تعالى كلا الطائفتين جميعا وأثنى عليهم بقوله: ... يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ...
12
ولكن فضل الله إحداهما على الأخرى بقوله: ... هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ... .
13
واعلم يا أخي أن العلم هو تصور الشيء على حقيقته وصحته، فأما الإيمان فهو الإقرار بذلك الشيء والتصديق لقول المخبرين عنه من غير تصور له. فالأنبياء، عليهم السلام، وأولياؤهم هم المخبرون عن الآخرة، المتصورون لها بقلوبهم، والعارفون حقيقتها بعقولهم. والمؤمنون هم المقرون بالآخرة بألسنتهم، المصدقون الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام، في إخبارهم، المنتظرون لكشفها لهم.
واعلم يا أخي أن المنتظرين لأمر الآخرة طائفتان من الناس: إحداهما ينتظرون كونها وحدوثها في الزمان المستقبل، عند خراب السماوات والأرضين، وهم لا يعلمون من الأمور إلا المحسوسات، ولا من الجواهر إلا الجسمانيات، ولا من أحوالها إلا ما ظهر. والطائفة الأخرى ينتظرونها كشفا وبيانا واطلاعا عليها، وهم الذين يعرفون الأمور العقولة والجواهر الروحانية والحالات النفسانية ...
Bilinmeyen sayfa