İhvan-ı Safa Yolu: İslami Gnostisizme Giriş
طريق إخوان الصفا: المدخل إلى الغنوصية الإسلامية
Türler
وآيات كثيرة في القرآن في التزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة، مثل قوله تعالى: ... وإن الدار الآخرة لهي الحيوان ...
2 [= الحياة] ...
واعلم يا أخي بأن الله، جل ثناؤه، سمى الدار الآخرة الحيوان؛ لأنها عالم الأرواح ومعدن النفوس، والدنيا عالم الأجسام، وجواهر الأجسام موات بطبائعها، وإنما تكسبها الحياة النفوس والأرواح بكونها فيها ومعها، كما تكسب الشمس الهواء النور والضياء بإشراقها عليه» (9: 1، 328-330).
وأيضا: «... وقد تبين مما ذكرنا أن مكث الجنين في الرحم تسعة أشهر إنما هو لكيما تتم البنية، وتستكمل الصورة، وتفيض عليها قوى الأشخاص الفلكية. ولو أمكن تتميمها وتكميلها في يوم واحد لما تركت هناك يومين، ولو أمكن في شهرين. قد يعرف كل عاقل أن من يولد غير تام البنية ولا كامل الصورة، لا ينتفع في هذه الدنيا ونعيمها، ولا يتلذذ ولا يتمتع بلذاتها على التمام والكمال، ولم يزل شقيا منغص العيش، مبتلى كالزمنى [= أصحاب العاهات] والمفاليج والناقصي الخلقة الغير تامي الصورة. فهكذا الحكم والقياس في الدار الآخرة بعد الموت. وذلك أن الإنسان إنما يترك في هذه الدنيا مقدار ما يمكنه تتميم أحوال نفسه مع الجسد ... وتكمل فضائلها بالكون في الدنيا ... فإذا فارقت النفس الجسد عند الموت الذي هو ولادة ثانية، انتفعت بالحياة في الدار الآخرة، ويمكنها الصعود إلى ملكوت السماوات، كما قال المسيح عليه السلام: من لم يولد ولادتين لا يلج في ملكوت السماء» (25: 2، 442-443). «اعلم أن الجسد ميت بجوهره، وأن حياته عرضية لمجاورة النفس إياه، كما أن الهواء مظلم بجوهره، وإنما ضياؤه بإشراق نور الشمس عليه والقمر والكواكب. والدليل على أن الجسد ميت بجوهره ما يرى من حاله بعد مفارقة النفس له كيف يتغير ويفسد ويتلاشى ويرجع إلى التراب كما كان بدئيا:
منها خلقناكم وفيها نعيدكم ... .
3
اعلم أنما ربطت الأنفس الجزئية [بالجسد الجزئي] كيما تكمل بالرياضة وتخرج ما في جوهرها من الحكمة والصنائع والفضائل من حد القوة إلى حد الفعل، لتتم الهيولى الجزئية، وتكمل هي أيضا، ويتشبه ذلك الجزء بالكل، وهو أن تتعلم النفس الجزئية السياسة والتدبير والتهذيب بالأخلاق الجميلة والآراء الصحيحة، والأعمال الزكية والمعارف الحقيقية. وهكذا تشبه الجزء بالكل ، كما قيل في حد الحكمة إنها التشبه بالإله بحسب الطاقة الإنسانية.
وإذا بلغت النفس الإنسانية إلى أقصى مدى غاياتها ، وكملت بما أظهرت من الفضائل، وهدم الجسد، نقلت هذه الأنفس بعد مفارقة الجسد إلى حالة أخرى ونشوء آخر أعلى وأشرف من هذا الجسد المؤلف من اللحم والدم والأخلاط الأربعة القابلة للكون والفساد ...
ثم اعلم أن النفس لا تحس تلك الحال التي تنقل إليها إلا بعد مفارقة الجسد، كما أن الجنين لا يحس بأحوال هذه الدنيا إلا بعد الولادة. فمن أجل هذا قال النبي صلى الله عليه وآله: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا ... فإذا جاءت سكرة الموت بالحق، التي هي مفارقة النفس الجسد، وعاينت الحقيقة التي كانوا بها يوعدون كما قال الله تعالى: ... فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد .
4
Bilinmeyen sayfa