56

The Path to Achieving Desired Knowledge through Understanding Rules, Principles, and Fundamentals

طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول

Yayıncı

دار البصيرة

Baskı

الأولى

Yayın Yeri

الإسكندرية

٢٠٩ - الإقرار بالصانع ضروري فطري، فإنه لا شيء أحوج إلى شيء من المخلوق للخالق، فهم يحتاجون إليه من جهة ربوبيته، إذا كان هو الذي خلقهم، وهو الذي يأتيهم بالمنافع، ويدفع عنهم المضار. (وكل ما) يحصل من أحد، فإنما هو بخلقه وتقديره وتسبيبه وتيسيره.

وهذه الحاجة: التي توجب رجوعهم إليه حال اضطرارهم، كما يخاطبهم بذلك في كتابه، وهم محتاجون إليه من جهة ألوهيته، فإنه لا صلاح لهم إلا أن يكون هو معبودهم الذي يحبونه ويعظمونه، ولا يجعلون له أنداداً يحبونهم كحبِّ الله ، بل يكون ما يحبون كأنبيائه وصالحي عباده، إنما يحبونهم لأجله.

ومعلوم أن السؤال، والحب، والذل، والخوف، والرجاء، والتعظيم، والاعتراف بالحاجة، والافتقار، ونحو ذلك، مشروط بالشعور بالمسؤول المحبوب، المرجو المخوف المعظم، الذي تعترف النفوس بالحاجة إليه، والافتقار (إلى) الذي تواضع كل شيء لعظمته، واستسلم كل شيء لقدرته، وذل كل شيء لِعزَّته. فإذا كانت هذه الأمور مما تحتاج النفوس إليها، ولابد لها منها، بل هي ضرورية فيها، كان شرطها ولازمها - وهو الاعتراف بالصانع والإقرار به - أولى أن يكون ضرورياً في النفوس. وأصل الإيمان قول القلب وعمله، أي علمه بالخالق، وعبوديته للخالق، والقلب مفطور على هذا وهذا.

٢١٠ - الطريقة الشرعية تتضمن الخبر بالحق، والتعريف بالطريق الموصلة إليه، النافعة للخلق. وأما الكلام على كل ما يخطر ببال كل أحد من الشبهات ((السوفسطائية))، فهذا لا يمكن أن يبيِّنه خطاب على وجه التفصيل. والعلوم الفطرية الضرورية حاصلة مع صحة الفطرة وسلامتها. وقد يعرض للفطرة ما يفسدها ويمرضها، فيرى الحق باطلاً كما في البدن، والقرآن فيه شفاء لما في الصدور من الأمراض.

56