27

The Path to Achieving Desired Knowledge through Understanding Rules, Principles, and Fundamentals

طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول

Yayıncı

دار البصيرة

Baskı

الأولى

Yayın Yeri

الإسكندرية

٨٨ - الواجب على العبد أن ينظر في نفس حُبِّه وبُغضه، ومقدار حبه وبغضه: هل هو موافق لأمر الله ورسوله؟ وهو هدى الله الذي أنزل على رسوله بحيث يكون مأموراً بذلك الحب والبغض، لا يكون متقدماً فيه بين يدي الله ورسوله، فإنه قال: ﴿لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ (سورة الحجرات، الآية: ١). ومن أحبَّ أو أبغض قبل أن يأمره الله ورسوله، ففيه نوع من التقدَّم بين يدي الله ورسوله. ومجرد الحب والبغض هوى، لكن المحرم اتباع حبه وبغضه بغير هدى من الله.

٨٩ - لابد من العلم بالمعروف والمنكر، والتمييز بينهما، ولابد من العلم بحال المأمور والمنهي. ومن الصلاح أن يأتي بالأمر والنهي بالصراط المستقيم، وهو أقرب الطُّرق إلى حصول المقصود. ولابد في ذلك من الرفق، ولابد أيضاً أن يكون حليماً صبوراً على الأذى، فإنه لابد أن يحصل له أذى، فإن لم يحلم ويصبر كان ما يفسد أكبر مما يصلح. فلابد من هذه الثلاثة: العلم، والرفق، والصبر: العلم قبل الأمر والنهي، والرفق معه، والصبر بعده. وإن كان كل من الثلاثة مستصحباً في هذه الأحوال.

٩٠ - ومن المعلوم بما أرانا الله في الآفاق، وفي أنفسنا، من آياته، وبما شهد به في كتابه: أن المعاصي سبب المصائب. فسيئات المصائب والجزاء من جنس سيئات الأعمال، وأن الطاعة سبب النعمة، فإحسان العمل سبب لإحسان الله.

٩١ - أسباب الضلال والغيِّ: البِدَع في الدين، والفجور في الدنيا، وهي مشتركة تعمّ جميع بني آدم، لما فيهم من الظلم والجهل.

٩٢ - أمور الناس تستقيم في الدنيا مع العدل الذي فيه اشتراك في أنواع الإثم، أكثر مما تستقيم مع الظلم في الحقوق، وإن لم تشترك في إثم. ولهذا قيل: إن الله يقيم الدولة العادلة، وإن كانت كافرة؛ ولا يقيم الظالمة، وإن كانت مسلمة.

27