251

Tariq al-Hidayah: Principles and Introductions to the Science of Tawheed in Ahl al-Sunnah wal-Jama'ah

طريق الهداية مبادئ ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة

Yayıncı

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

Baskı Numarası

الثانية ١٤٢٧هـ

Yayın Yılı

٢٠٠٦م

Türler

ونهى عن إشراف القبور وتجصيصها، وبناء القباب عليها، وإيقادها بالسرج، والعكوف عليها؛ خشية الافتتان بها والوقوع في تعظيمها.
وأنكر ﷺ على معاذ بن جبل ﵁ حين دخل علي فسجد له.
ونهى عن الوفاء بالنذر في مكان يعبد في صنم، أو يقام فيه عيد من أعياد الجاهلية.
ولقد نهج الخلفاء الراشدون ﵃ سنة نبيهم ﷺ في الحيطة للتوحيد والمحافظة على حماه المقدس، حتى إن الفاروق عمر بن الخطاب ﵁ أمر بقطع الشجرة التي بايع الصحابة رسول الله ﷺ تحتها على الموت عام الحديبية، لما علم أن بعض الناس يذهبون إليا، ويتعمدون الصلاة عندها.
وقال مرة وهو يستلم الحجر الأسود: "اللهم إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ يقبلك ما قبلتك"١.
وعزل خالدًا ﵁ عن القيادة في وقت كانت الآمال كلها معلقة به ليتمم ما بدأه من الانتصارات على الروم؛ ولكنه خشي أن يفتتن به الناس فعزله، وولى مكانه أبا عبيدة بن الجراح ﵁.
وهذا علي ﵁ يقول لأبي الهياج الأسدي: "ألا أبعثك على ما بعثني علي رسول الله ﷺ، أن لا تدع قبرًا مشرفًا إلا سويته ولا صورة إلا طمستها"٢.
وعلى هذا النهج الواضح من المحافظة على التوحيد سار السلف الصالح، وأئمة الهدى من بعدهم، لم يسمحوا لأحد أن يخرق سياج التوحيد أو يستبيح بيضته"٣.

١ رواه البخاري "١٥٩٧"، ومسلم "١٢٧٠".
٢ رواه مسلم "٩٦٩".
٣ دعوة التوحيد لمحمد خليل هراس ص٥٩-٦٢ باختصار.

1 / 269