224

Tariq al-Hidayah: Principles and Introductions to the Science of Tawheed in Ahl al-Sunnah wal-Jama'ah

طريق الهداية مبادئ ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة

Yayıncı

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

Baskı Numarası

الثانية ١٤٢٧هـ

Yayın Yılı

٢٠٠٦م

Türler

فثبت النهي في الكتاب والسنة عن الخوض في حقيقة الذات، وكنه الصفات، والقدر، وورد ذلك عن الصحابة والتابعين، وأئمة أهل السنة.
فمن ذلك ما ورد عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: "تفكروا في آلاء الله، ولا تفكروا في الله" ١.
قال المناوي في فيض القدير: ""تفكروا في آلاء الله" أي أنعمه التي أنعم بها عليكم. قال القاضي: والتفكر فيها أفضل العبادات. "ولا تفكروا في الله"، فإن العقول تحير فيه.. والنظر إلى ذات الله يورث الحيرة والدهش واضطراب العقل، فالصواب أن لا يتعرض لمجاري الفكر في ذاته وصفاته؛ لأن أكثر العقول لا يحتمله"٢.
ولعل من أشهر ما ورد في ذلك، ما أثر عن الإمام مالك ﵀ حين جاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله، "الرحمن على العرش استوى"، كيف استوى؟ قال: فما رأيت مالكًا وجد من شيء كموجدته من مقالته، وعلاه الرحضاء -يعني العرق- قال: وأطرق القوم وجعلوا ينتظرون ما يأتي منه فيه قال: فسري عن مالك فقال: "الكيف غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، فإني أخاف أن تكون ضالا، وأمر به فأخرج"٣.
قال ابن حجر ﵀: "قال القرطبي: الشخص الذي يبغضه الله هو الذي يقصد بخصومته مدافعة الحق، ورده بالأوجه الفاسدة والشبه الموهمة، وأشد ذلك الخصومة في

١ العظمة لابن حيان الأصبهاني "١/ ٢١٠". وحسنه الألباني في صحيح الجامع "٢٩٧٥".
٢ فيض القدير للمناوي "٣/ ٢٦٣".
٣ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي "٦٦٤"، وذكرها البيهقي في كتاب الأسماء والصفات بسندين آخرين إلى مالك: عن عبد الله بن وهب وعن يحيى بن يحيى "٤٠٨"، وقد جود ابن حجر طريق ابن وهب فقال: "وأخرج البيهقي بسند جيد عن عبد الله بن وهب.. فذكره" الفتح "١٣/ ٤٠٦، ٤٠٧"، وذكره البغوي بدون سند في شرح السنة "١/ ١٧١".

1 / 241