Tarikhak ila al-Ikhlas wa al-Fiqh fi al-Deen
طريقك الى الإخلاص والفقه في الدين
Yayıncı
دار الاندلس الخضراء
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢١هـ/ ٢٠٠١م
Türler
والقربة، فهذه هي النيّة الصالحة التي لا يقبل الله تعالى عملًا بدونها.
وإما أن تكون النيّة نيّةً غير صالحة، وهي تلك النيّة التي تدفع صاحبها للتوجه بالعمل من أعمال الطاعة لغير الله تعالى، إما جزئيًا: وهو التشريك في النيّة، ومنه الرياء، والشرك الأصغر، أو كليًّا: وهو الرياء المحض، فذلك من عبادةِ ما سِوى الله معه سبحانه.
فأنت ترى، بهذا، كيف أثّرت النيّة في قبول العمل عند الله، ﷿، أو في ردِّه على صاحبه. إن الصورة أمام الناس هي أن هذا العمل طاعةٌ: مِن صلاةٍ أو صيامٍ أو حجٍ، ويقول الناس: صلّى فلان، أو صام فلان، أو حج فلان؛ لأنهم يرونه قد ذهب إلى الحج مثلًا، وأَتى بالأعمال الظاهرة المأمور بها شرعًا، ولكنه عند الله تعالى، تُقَدِّمُهُ نيتُه أو تؤخّرُهُ:
فإنْ كانت نيته صالحة خالصة لله سبحانه، وكان عملُهُ قد وافق ما أمره الله به، فهو قد حَجَّ حقيقةً.
وأمّا إن كان قد نوى بحجه غير الله تعالى؛ فهو وإن كانت الصورة أنه قد حج، إلا أنه عند الله لم يحج، لأن نيته قد أحبطت ذلك العمل الطيب، وأبطلت أجره، بل لم يَقِف الأمر عند هذا الحدّ- أعني بطلان العمل، وفوات الأجر- بل يتعداه إلى الوزْر، لأن هذا الحج مثلًا، وهو عملٌ من أعمال الطاعة، انقلب بالنية السيئة إلى معصيةٍ يحاسَبُ عليها الإنسان، ويقول الله له يوم القيامة: لَمْ تعمل هذا من أجلي، اذهب للذي عملته من أجله يكافئك عليه.
والنية الصالحة سببٌ لدخول الإنسان الجنة ونَيْل رضا الله، والنية السيئة سببٌ لدخول الإنسان النار، والوقوع في سخط الله؛ ففي الصحيحين
1 / 26