Tarikhak ila al-Ikhlas wa al-Fiqh fi al-Deen
طريقك الى الإخلاص والفقه في الدين
Yayıncı
دار الاندلس الخضراء
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢١هـ/ ٢٠٠١م
Türler
فأما الفقيه في اللسان الفصيح [أي: في لغة العرب]، فمعناه: الفَهْم، تقول: فلان لا يَفْقه قولي، أي لا يفهم، قال الله ﷿: ﴿وَإِن مِن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّح بِحَمْدِه وَلكِن لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُم﴾ "١"، أي لا تفهمون. وقوله
﷿: ﴿لِيَتَفَقَّهوا فِي الدِّين﴾ "٢". أي لِيَتَفَهَّموه فيكونوا علماء به، ومن ذلك قولهم: فلان لا يَفْقه ولا يَنْقه، معناه لا يفهم ولا يعلم.
ونجد الله ﷿ نَدَبَنا إلى توحيده، والمعرفة بعظيم قُدْرته، بما دلنا عليه من بديع صنعته، وعجيب حكمته، وما أَسبغ علينا من نِعْمته، ثم أخبرنا أنه إنما أظهر هذه المعجزات، وفصَّل هذه الآيات للفقهاء العلماء؛ لأنهم هم الذين فَهِموا عنه، وفَقِهوا معنى مراده، فجاز أن يدلّوا عليه بما دلّهم به على نفسه، وجاز أن يكونوا هم النصحاء لعباده بما نَصَحوا به أنفسهم. فإن الله ﷿ وصَفَ نفسه لعباده، وعرّفهم بربوبيته، ودعاهم إلى توحيده وعبادته بما أظهر لهم من قُدْرته فقال ﷿: ﴿إنّ اللهَ فَالِقُ الحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرج الحيّ مِنَ الْميت﴾ "٣"، إلى آخر الآية، ثم قال ﷿: ﴿فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَر حُسْبانًا ذَلكَ تَقْدِير العَزِيزِ الْعَلِيم﴾ "٤"، ثم قال ﷿: ﴿وَهُو الَّذِي جَعَلَ لَكُم النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا في ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قد
(١) ٤٤: الإسراء: ١٧. (٢) ١٢٢: التوبة: ٩. (٣) ٩٥: الأنعام: ٦. (٤) ٩٦: الأنعام: ٦.
1 / 114